العدد (715) - اصدار (6-2018)

هيباتيا.. صفحة من تاريخ الفكر وأيقونة في رحاب الفن الشريف منجود

التاريخ وثيقة الزمن الباقية التي تتناقلها الأجيال، يحمل بين صفحاته أحلام حاضر مضى، ورؤى حاضر ما زال، واستشراف حاضر آتِ، فهو وثيقة النجاح والإخفاق، وهو وثيقة الفرح والألم، بل إنه صدى السنين الحاكي.

حِكَمُ الأعراب.. عمق في الدلالات ونضج في الرؤى محمد بن محمد الحجوي

الحِكم عند جميع الأمم تمثل نضج فكر ما وصلت إليه النخبة من أفرادها، فهي لا تصدر إلا ممن اختبروا الحياة ونالوا قسطاً كبيراً من المعرفة. ولذلك فهي لا تظل حبيسة وطن أو بيئة معيّنة، إنها تنتقل بين الشعوب والأمم لتصبح ملكاً للإنسانية، تستفيد منها في حياتها العامة وفي توسيع ثقافتها واكتمال معارفها وتوضيح رؤيتها في كل ما يحيط بها. والحكم التي صدرت من الأعراب تمثّل هذا اللون من سعة الثقافة ونضج الفكر وعمق التجارب التي اكتسبها الإنسان العربي في بيئة صحراوية شحيحة في عطائها.

السكن والساكن.. وجهان لعملة واحدة د. زينب قندوز

حين تتعتقُ المدنُ تروحُ فيها السنونُ طولاً وعرضاً فتغدو صادقة فلا تذهبُ أضواؤها أبداً... ويكون معها القول للسكن لأنها لا ترتجل الكلمات... والتاريخ تأريخ بنيان، وهي التي لم ترتجلْ التكويناتِ والملامح قطُّ.

سيف الدين الدسوقي آخر المغادرين (1936 - 2018) علي خلف بشير

سيف الدين مصطفى الدسوقي أو سيف الدسوقي، كما اشتهر به.. يترجل عن جواد الشعر في نهاية شهر يناير 2018 مغادراً إلى عالم الخلود ليلتحق بالزمرة الأعلام من شعراء بلادي من أمراء الميكروفون في الإذاعة والتلفزيون، ليس في السودان فقط، ولكن تعداه إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية عبر برامجه التي قدمها هنا وهناك، ولايزال تلاميذه من الإذاعيين يذكرونه بالخير، إذ أعطاهم من أسرار التعامل بالميكروفون ما صاروا به من ملوك الإذاعة والإلقاء الشعري. أبصر الشاعر الدسوقي النور عام 1936 في مدينة أم درمان، العاصمة الوطنية للسودان، في منزل والده الشيخ مصطفى الدسوقي، المدرس بمعهد أم درمان العلمي، الذي كان له دور كبير في النهضة الثقافية والأدبية والشعرية عموما في السودان.

المطربة نور الهدى (1924 – 1998).. بين مشاهد السينما وميكروفون المسارح أسعد مخول

بدأت ألكسندرا نقولا بدران (نور الهدى لاحقاً)، مثلها في ذلك مثل مطربات عصرها، مهتدية بالهواية، متكئة على الموهبة. لم يتيسّر لها أبداً أن تتلقّى درساً في معهد موسيقي، كما أنه لم يتهيأ لها أن تبلغ دروساً كافية في القراءة والكتابة، ولا في شؤون الأدب واللّغة وما إليهما. وبعد هذا وذاك كان ممنوعاً عليها أن تحترف الغناء، أو أن تميل إلى الهوى، أو أن تقول: «ميلي ما مال الهوى، ميلي يا عينيّ».