العدد (718) - اصدار (9-2018)

العربي موسوعة فكرية وكنز معرفي صقر بن عبدالله المعاودة

إن الذكرى الستين لصدور مجلة العربي التي ظهرت إلى النور في الأول من ديسمبر عام 1958م، لهي ذكرى عزيزة على القلوب، فقد كانت «العربي» هدية دولة الكويت للوطن العربي ولقراء العربية، كما كانت مشروعاً ثقافياً غنياً يتلقاه القارئ بكل شغف مع أول كل شهر، ليقرأ ويطلع على إبداعات فكرية ومعرفية في جميع النواحي كالثقافة والآداب والعلوم والفنون وغيرها، يسطرها كبار الكتَّاب والمبدعين من الوطن العربي والمهجر، بقيادة ربان السفينة رئيس التحرير المؤسس الدكتور أحمد زكي، القادم من جمهورية مصر العربية حاملاً إبداعاته العلمية والفكرية الواسعة، ليضع الأسس الأولى لتكوين مطبوعة ثقافية رصينة لها مكانتها المرموقة بالوطن العربي، حيث شكلت فيما بعد رافداً ثقافياً وأصبحت الأوسع انتشاراً بين المجلات العربية.

فضاء مجلة العربي وزمنها د. أنور المرتجي

منذ صدور مجلة العربي في شهر ديسمبر 1958، جسد اسمها دالاً على مدلوله، متضمناً هوية المجلة وانتماءها إلى كل العرب، ونزوعها الصادق إلى إنهاض الأمة العربية بعد انعتاق كثير من الدول العربية من قيد الاستعمار الأجنبي، لهذا ارتبط إصدارها بمخاض يحمل معه الآمال العريضة التي كان يتوق إليها العالم العربي، نحو إرساء دعائم المشروع النهضوي، فالمجلة تتوجه برسالتها من الكويت إلى المواطنين العرب قاطبة، لقد كان أول استطلاع مصور نشرته مجلة العربي في عددها الأول، يتعلق بانطلاق الثورة الجزائرية، في فترة عصيبة من نضالها نحو الاستقلال، فكانت المجلة الصدى الحاكي لما يجري في هذا البلد العربي الشقيق، وكان البعد القومي والاختيار العروبي الذي تنهجه مجلة العربي آنذاك، بمنزلة الجواب الرافض على المؤامرات التقسيمية التي قامت بها اتفاقيات سايكس بيكو الاستعمارية.

مجلة العربي في عامها الستين د. حسن نور الدين

كانت بمنزلة هدية غالية تطلع في أمتنا العربية، كنا صغاراً يوم زفّ إلينا أول عدد من مجلة العربي بحلتها الجميلة ومحتواها الغني المثقف الموجّه، ومنذ مطلع ستينيات القرن الماضي حرصت على أن أحتفظ وأطالع كل عدد يصدر من دولة الكويت الشقيقة، وكان بمنزلة هدية تُقدم لكل عربي، وها هي اليوم تزداد ألقاً وشعبية وتقدم أجمل ما ينتجه الأدباء والعلماء والشعراء والمفكرون العرب، حتى أصبحت مدرسة تحتذى وموسوعة تحتوي مختلف المعارف والفنون، ننتظر أول كل شهر بفارغ الصبر لنرى فيها تاريخنا ونتاجنا في الميادين كلها.