العدد (712) - اصدار (3-2018)

العَـرَبيُّ... أُحِـبُّـكَ أيُّـهَـا البَـرقُ اليماني المصطفى متالي

وحيداً،‭ ‬في‭ ‬تفرده‭ ‬العارم،‭ ‬وفي‭ ‬بُحبوحة‭ ‬صحرائه‭ ‬المترامية‭ ‬الأطراف،‭ ‬نظر‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬فرأى‭ ‬العـالم‭ ‬الواسع،‭ ‬بسمائه‭ ‬وأرضه،‭ ‬رآه‭ ‬دون‭ ‬حجاب‭ ‬ودون‭ ‬غطـاء،‭ ‬رأى‭ ‬الصحراء‭ ‬عارية‭ ‬عُــريَها‭ ‬الأبدي‭ ‬الآسر،‭ ‬ورأى‭ ‬السماء‭ ‬عذراء‭ ‬لا‭ ‬شية‭ ‬فيها،‭ ‬حملق‭ ‬فيها‭ ‬بخضوع‭ ‬وخشوع،‭ ‬فكان‭ ‬حقيقا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬حــدائها‭ ‬العذب‭ ‬الشجي،‭ ‬وأن‭ ‬يرجع‭ ‬البصر‭ ‬كرّتين‭ ‬في‭ ‬جمالها‭ ‬ليرتد‭ ‬إليه‭ ‬هيبة‭ ‬وإجـلالاً‭.‬

هوس المعلومات في منظومة التعليم د. لطيفة الدراق

كثر الحديث عن دور المعلومات في منظومة التعليم المعاصر، حيث غزت وبسرعة رهيبة جميع مرافق الحياة اليومية، وأصبح من الخطير أمام عصر السرعة والتكنولوجيا والقوة الحديث عن إدارة أعمال، أو اكتشاف علمي أو طبي أو مجال سياسي أو إعلامي دون الاعتماد التام على تقنية التواصل المعلوماتي، التي قدمت لنا دون شك الكثير من الدقة والسرعة في الإنجاز بالصوت والصورة، في البر والبحر، مستفيدين بشكل لافت للنظر من خدمات الشبكة العنكبوتية وبرامج الكمبيوتر المتقدمة، والتي جعلت الدول حاضرة وموجودة بارتباطها القوي بتكنولوجيا العصر، وهي إدخال تكنولوجيا الإعلام والتواصل في منظومة التعليم المعاصر.

مقومات الكتاب الجيد للطفل خالد صلاح حنفي

في كتابات جوته عن طفولته هناك فقرة جميلة لا يمكن نسيانها. يقول جوته إن أمه كانت تحكي له قصة قبل أن ينام، ولكنها كانت تتوقف عن الحكي عند نقطة مثيرة، ثم تطلب منه أن يتوجه إلى فراشه لينام. وتطلب من الفتاة التي كانت ترافقه حتى يدخل غرفة نومه أن تحثه على استكمال القصة كما يراها في خياله. وعندما ينتهي جوته من استكمالها يستغرق في النوم، وتذهب الفتاة إلى أمه وتخبرها بما حدث. وفى صباح اليوم التالي يستمع جوته إلى استكمال أمه للقصة، فإذا بجوته يسمع نفس الذي كان قد حكاه قبل النوم. وجوته الشهير هذا هو ثمرة هذه التربية.

الوسائط التواصلية الجديدة والمنظومة التعليمية د. عبدالعالي بوطيب

تهدف هذه المقالة، من بين ما تهدف إليه، إلى تصحيح فكرة شائعة مغلوطة، مفادها أن وسائل الاتصال الجديدة تلغي القديمة، وتأخذ مكانها في كل شيء، كما لو أنها عملة تواصلية انتهت صلاحيتها، ولم يعد لها مكان في سوق التداول. والحقيقة أن هذه الفكرة، كما تؤكد ذلك المعطيات والقرائن العلمية التواصلية المتوافرة، خاطئة، وتحتاج إلى تصويبات عديدة، تفضي جميعها، في النهاية، إلى أن العلاقة بين هذه الطرائق، على اختلاف أنواعها وتنوع إمكاناتها، لا تقوم على التنازع والتنافي، كما يدعي أنصار الفكرة السابقة، بقدر ما هي مؤسسة على التعاون والتكامل.