العدد (713) - اصدار (4-2018)

حكايةُ شابّةٍ في الستين من العمر «العربي»... يوم زفاف القصيدة سعاد الصباح

ما إن انتهت الحصة الثالثة في مدرسة المرقاب حتى بدأت استراحـة «الفرصة» المعروفـة، فانطلقت الزميـلات إلى الساحـة للترويـح عن النفس من ضغط المعلومات والواجبات، لكنني هذه المرة لم أرافقهن، بل ذهبت أقضي الوقت في المكتبة التي أحـب أجواءها، ففي عقلي تدور أسئلة لا أجد إجاباتها إلا في بطون الكتب.

«العربي» في موريتانيا لحظة اكتشاف تاريخية محمد ولد أباه ولد إمام

هل انتهى ذلك الزمن الجميل الذي كان فيه الحصول على عدد من أعداد مجلة العربي وقراءته كاملاً فرصة ثمينة بمقدار فوز طالب في الثانوية بالمركز الأول على فصله؟ ذلك الزمن الذي كانت فيه تلك المجلة الرائدة شغلاً شاغلاً بالنسبة إلى الوسط الثقافي الموريتاني الذي كان في طور التشكل والصحوة، وكان مترابطاً بشكل عجيب عن طريق التداول المستمر للكتب والمجلات بين أفراده، التي لم تكن متوافرة في السوق بشكل مستمر يجعل القارئ قادراً على متابعتها دائماً.

«العربي» رمز ثقافي مميز يوسف الحسن

يصادف هذا العام ذكرى مرور ستين عاماً على صدور مجلة العربي، التي وقفت على قدم المساواة مع مجلات شهرية ثقافية رصينة، مثل مجلة الهلال المصرية التي أسسها جورجي زيدان في عام 1892، وشكلت في زمنها الأول إضافة نوعية إلى الثقافة العربية، وأسهمت بدور مهم في تشكيل وعي جيل الستينيات والسبعينيات، وإبراز السمات الإنسانية للهُوية الثقافية العربية.

الطاهر مكي والدراسات الأندلسية جهاد فاضل

يعود للدكتور الطاهر مكي فضل كبير في تقديم الأدب الأندلسي كما يعرفه القارئ العربي اليوم، فقد وضع وحقّق وترجم، كثيراً من الأبحاث والدراسات والكتب التي تؤلف جزءاً أساسياً من المكتبة العربية حول الأندلس، ويبدو أن ما ساعده في إنجاز ما أنجز هو دراسته المعمقة للأدب الأندلسي في جامعة مدريد، وحرصه الشديد على الموضوعية، وابتعاده عن التعصب بكل صوره، والإصغاء إلى وجهة نظر الآخر، ومناقشتها، وليس رفضها مسبقاً كما يفعل كثيرون.

رائد الدراسات الأدبية المقارنة أنور المرتجي

ولد د. الطاهر أحمد مكي سنة 1924 في محافظة قنا، أكاديمي وباحث في الأندلسيات، مترجم ومحقق وناقد أدبي، حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1992، التحق بالتعليم الأزهري في المعهد الديني بموطن ولادته بقنا، انتقل في المرحلة الثانوية إلى القاهرة، وتخرّج في كلية دار العلوم سنة 1952، ثم سافر في بعثة دراسية إلى إسبانيا للتخصص في دراسة الأدب الأندلسي، ومكث هناك قرابة 9 سنوات، “كانت الأندلس والذهاب إليها نقطة التحول العلمي، وقبل الوصول إليها كنت أحلم وأطمح، وبعد الوصول إليها أعطتني وسائل وآليات تحقيق الطموحات والأحلام، فهي تمثل محطة فاصلة في تاريخ حياتي».

الأديب الفيلسوف د. محمد عزب

يعد العلامة الراحل الطاهر مكي واحداً من أهم أعلام الدراسات الأدبية في العصر الحديث، وهو بحق أحد الشيوخ الكبار للدراسات الأندلسية. لقد عاش الطاهر مكي للعلم، وعكف على الدراسات الرائدة لأعلام الاستشراق، التي تستبين من خلال ما اختار منها للترجمة والتناول والتقديم للقارئ العربي كيف كان الرجل مخلصاً لعروبته.