العدد (717) - اصدار (8-2018)

الخطأ أساس التسامح عبدالسلام بنعبد العالي

تساءل ڤولتير في القاموس الفلسفي عن أساس التسامح، قائلاً: «كلنا ضعفاء وميالون للخطأ. لذا دعونا نتسامح مع بعضنا البعض، ونتسامح مع حماقات بعضنا البعض بشكل متبادل. وذلك هو المبدأ الأول لقانون الطبيعة. المبدأ الأول لحقوق الإنسان كافة». وعلق كارل بوبر على هذه المقولة: «تَعلَّمنا من درس ڤولتير أننا قابلون للوقوع في الخطأ. استنتجنا من ذلك أن أيّ موقف هو أفضل من أي موقف آخر، وخاصة أفضل من مواقفنا، وأنه، لكي نكون عقلانيين، ليس علينا فقط أن نكون متسامحين، وغير دوغمائيين، بل أيضاً حياديين كليا، وأن نعترف بأن كل الآراء قابلة للدفاع عنها»، «إنّ علينا، بشكل دائم أن نكون مستعدين لاكتشاف أننا قد أخطأنا»، و«علينا أن نحاول الإصغاء إلى الآخرين، والتعلم من الآخرين وخاصة خصومنا»، و«إنه لمن الجودة بمكان أن يقول المرء: قد أكون أنا على خطأ، وقد تكون أنت على صواب. فإذا قال الطرفان معاً هذا القول، فسيكون هذا على الأرجح، كافياً للوصول إلى تسامح متبادل».

العربية و«التقنية» منزع علمي أم تطبيق عملي؟ د. عيسى عبدالشافي المصري

اعتاد ناطقو العربية المعاصرون على الشعور بآفة النقص اللغوي؛ فكلما بحثوا عن لغتهم وجدوها مستوية - بئيسة - على درجات متأخرة على سلم ترتيب اللغات الحضارية المعاصرة، فلا تظهر لها آثار محسوسة ترقى بها؛ فألفاظها غائبة عن المشاركة في النهضة العلمية والصناعية، التي ألقت بظلالها على العالم أجمع منذ قرون، كما أنها تائهة لا دليل يهديها، ويأخذ بها إلى التفاعل مع نهضة العالم الإنسانية في الأدب، والنقد، والاجتماع، والفلسفة...، وهذه أضرب من العلم سلكت منذ عهد بعيد سبلاً جديدة في التعبير والتصوير، والنظر والتحليل، والقراءة والمقاربة، كان لها أثر كبير في عمران البلاد وتقدمها، لكن العربية - على غير رضا منها - تخلفت عن كل ذلك، وألفت نفسها خارج ميدان صالت فيه وجالت لقرون متطاولة.

الدولة المحورية في دبلوماسية أمريكا الجديدة عبدالله يعقوب بشارة

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز الحلفاء كقوة منتصرة مع عزم بأن الحرب الثانية آخر الحروب الكونية، التقت إرادة المنتصرين مع الآخرين من الدول التي كانت مهمة أو تحت استعمار المنتصرين، في سلسلة من الاجتماعات استضافتها الولايات المتحدة في مدينة سان فرانسيسكو، وجاء الاختيار حصيلة اتفاق على وجود الولايات المتحدة، القوة الكبرى «السوبر» وضرورة تحملها المسؤولية البارزة في ترتيبات النظام العالمي الجديد New world order.