العدد (701) - اصدار (4-2017)

القصة القصيرة جداً عبدالمجيد زراقط

القصة القصيرة جداً نوع قصصي تروج كتابته في هذه الأيام، ويستخدم غير مصطلح في تسميته، ومن هذه المصطلحات، إضافة إلى القصة القصيرة جداً: القصيصة، القصة الومضة، القصة بحجم الكف، القصة الشذرة، القصة القبسة؛ والمصطلح الأكثر صواباً من بين هذه المصطلحات هو القصيصة. ذلك لأنه كلمة واحدة ويدل على معنى القص، وعلى القصير منه، وهو أيضاً ما تشترك المصطلحات جميعها في الدلالة عليه، في حين أن مصطلح القصة القصيرة جداً مؤلف من ثلاث كلمات وهو ترجمة للمصطلح الأجنبي. ومصطلح القصة في حجم الكف مؤلّف من أربع كلمات وقائم على التشبيه؛ والقصة الومضة هي نوع آخر يقتصر على جملتين سرديتين تثيران مفارقة مدهشة مفاجئة دالة. والمصطلحان الآخران: القصة الشذرة والقصة القبسة، يدلان على نوع من القص التراثي مثل: «وقعت فأس في الغابة، ارتجفت الأشجار، قالت كبيرتهن: لا تخفن إن لم تعطها إحداكن زنداً تصدأ وتصبح غذاء لكنَّ».

قراءة في مجموعة «وجوه مشروخة» لعبدالرحيم التدلاوي بلاغة الإيجاز في القصّة القصيرة جدّا سعيد بكّور

تجاهد القصّة القصيرة جدّاً من أجل أن تضع لنفسها موطئ قدم راسخاً بجوار فنون أدبيّة لها إرثٌ وشرعيةٌ وامتداد في التاريخ والوجدان وسلطةٌ على الذّوق. وإذا كانت القصّة القصيرة جداً – بمفهومها المعاصر- حديثةً طارئةً، فإننا لا نعدم لها أصولاً، ونماذجَ، وأشباهاً، في التراث السّرديّ العربيّ المتنوّع المشارب. بل إنّنا نصادفها في كثير من إبداعات قاصين عرب في منتصف القرن العشرين وقبله، لكنها لم تصل إلى مستوى الظاهرة المطّردة التي تستدعي نقاشاً وتأصيلاً.

رفيق الدرب الطويل المليء بالمسرات والأوجاع سامي عبدالحميد

عندما دخلتُ كلية الحقوق في بغداد كان يوسف العاني معي في الدورة نفسها، وعرفتُ أنه شكَّل مجموعة فنية أطلق عليها تسمية «مجموعة جبر الخواطر»، غرضها تقديم تمثيليات شعبية لجمهور الطلبة، ووددتُ يومها أن أكون معه، إلا أنني ترددتُ في الالتقاء به لاعتقادي أنه ينتمي إلى طبقة اجتماعية تختلف عن الطبقة الوسطى التي أنتمي إليها.

«فنان الشعب» الشامل د. قيس كاظم الجنابي

تتوزع موهبة يوسف العاني (1927 - 2016م)، الفنان العراقي المعروف، على اتجاهات عدة، حين تعبر عن موهبة كاتب وممثل ومخرج ومعدّ، موسوعي المعرفة والأداء، كتب بالعامية والفصحى، ومثَّل في السينما والتلفزيون والمسرح، وهو شخصية إنسانية مميزة، ذات فكر نيّر، اقترن اسمه بالفئات الفقيرة، والطبقات المسحوقة حتى سُمّي فنان الشعب، وكان بعيداً عن السياسة والسياسيين في تعامله اليومي، ولكن كتاباته المشبعة بالفكر الإنساني المضرج بدموع الفقراء، جعلته أفضل من مثّل شخصية الفقير المعدم، كالحمال والسائق والأصم والجابي والحمال، ألَّف عدداً كبيراً من المسرحيات التي مثَّل غالبها على المسرح، وعدداً آخر لم يمثل وبقي ضمن تراثه الأدبي العريق، وأصدر عدة كتب تضمنت مسرحياته التي كتبها بلغة عربية متينة، كما كتب وأعد عدداً من النصوص التي أخرجت على خشبة المسرح والشاشتين الصغيرة والكبيرة؛ وهو كاتب ذو موقف واضح وثقافة متقدمة، تقترب من - إن لم تجسد - شخصية المثقف الشامل.

تحولات الرمز في مسرح يوسف العاني د. عبدالقادر جبار

رحل أخيراً الفنان والكاتب المسرحي الكبير يوسف العاني، وبرحيله فقد المسرح العراقي واحداً من أهم أعمدته الراسخة التي أسست وطورت وأبدعت في المسرح والسينما والكتابة المسرحية. وتكمن أهمية العاني في المسرح العراقي والعربي، في أنه أكثر الشخصيات الفنية والإبداعية التي عملت على تعميق جودة الأداء المسرحي والإبداع فيه، وصولاً إلى جوهر الحياة العراقية في الصراع بين الخير والشر، إذ عمد إلى التعبير عن القوى المهمشة في الحياة والمجتمع وإبراز تطلعاتها وأحلامها في التطور والبقاء، فضلاً عن مواكبته الأحداث والتحولات الكبيرة التي شهدها العراق الحديث.

العاني وسرديات «الممثلة» د. عقيل مهدي يوسف

من النادر أن تجد فناناً يقتفي وصية «هاملت» في «مطابقة القول للفعل». ولكن هذا ما أنجزه يوسف العاني على مستوى الفن والحياة، وهو يتحمل مسؤولية خياراته الاجتماعية، والسياسية، والفنية. فقد ولد ليعاني اليُتم مبكراً، وتعهدته أخته الكبيرة، فصارت له «أماً ثانية» من بعد انتقاله من مدينة الفلوجة إلى بغداد، وإلى الكرخ منها.

يوسف العاني ... الإنسان والفنان والمجتمع ماجد صالح السامرائي

قد لا يكون هناك كُثر بين الفنانين المسرحيين، كتّاباً وممثلين، مَنْ عبّروا عما عبّر عنه يوسف العاني من ثنائية العلاقة بين الإنسان والمجتمع من خلال رؤية واقعية أخذت برموزها ذات الدلالة والموقف. وقد لا يكون بيننا، في عصرنا هذا، فنان واقعي الاتجاه والتوجّه رفع من شأن الواقعية، اتجاهاً في الفن المسرحي، كما كان للفنان العاني من شأن مع هذه الواقعية، إذ وضعها في مدارات رؤية إنسانية رفعت من شأن الإنسان مجتمعياً.