العدد (704) - اصدار (7-2017)

فتنٌ ومِحَنٌ بأي حال عدت يا عيد؟ د. عادل سالم العبدالجادر

انتهى رمضان وعيد الفطر يتبعه، نُوُدِعُهُ أمانينا ونوَدِّعُه، والقلب غربة الأحباب لا شكّ توجعه، ما عاد دعاءٌ بظهر الغيب للأخِ ينفعه، ولا عاد النواح على شهيدٍ تحت التراب يرفعه. يصوم مأسور الرأي في فلسطين بعد أن صُمّت آذان العالمين فما عادت تسمعه، ولم يأمن أهل الشام من جوع أو خوف، فافترشوا الأرض والتحفوا السماء، وكُلٌّ قُضّ مضجعه، ومِثْلهم أهل العراق، شعب تفرّق أشتاتاً، نسأل الله أن يجمعه، واليمن السعيد يبكي حزناً، بعد أن صار الأخ للأخ يعاديه فيصرعه، وشعب ليبيا المقدام ثار على الظلم بركانا، فما هدأت حمم النيران ولا هي تخضعه، ومصر أرض السلام وموضعه، تكالبت عليها قوى الطغيان والظلام، فكان نور الحق والمجد فيها مطلعه. لن تعطش أرض مصر، فالنيل نيل مصر وأهلها هم منبعه، ستعود تونس خضراء، بيضاء المساكن والقلوب، ونور العلم منها مسطعه، وستقوم الجزائر شامخة، لا ضغينة بين شعبها ولا همّ يروعه. اللهم يا ربّ العالمين أغث شعب الصومال من عطش وجوع، فبفضلٍ منك تسقيه وتشبعه. هذا دعاؤنا لله وتلك أمانينا، بأن تجتمع الأمة العربية على الخير والمحبة، فمن يزرع الحُب يجني السلام من مرتعه.