العدد (705) - اصدار (8-2017)
بـَشـّـرَ الشاعر الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - ذات مقال في االمجلة العربيةب السعودية في صحيفته اصوت من الخليجب قبل أكثر من 20 عاماً... أقول: بـَشـّـرَ الأحسائيين وقراء المجلة بانطلاق اصاروخ شعري نفاث سيعبر كل الحدود العربيةب، ويعني به الشاعر جاسم الصّـحَـيِّـح، وذلك بعد أن قرأ أول مجموعة شعرية صدرت له، التي تحمل عنوان اظلي خليفتي عليكمب.
كيف يكون الشعر؟ كيف تكون الحياة؟ هذان السؤالان طرحهما الناقد محمد بنيس في سياق خاص، لكن حضورهما يستمر مع كل قصيدة تأخذ بلبّ قارئها، ومع كل دهشة تتحوّل إلى مطر نتتبع مساقطه، ومع شاعرٍ يستنبت الاستقامة في أرض الغواية، فكيفية الشّعر كيفية حياة يعيدها الشاعر بتكثيفٍ مركّز، وتوق إلى استشراف رؤى جديدة.
ليس الطولُ الفارعُ الذي تجسّده قامته الممتدة كرمح مضيء حين يطل منطلقاً نحو أحبابه، ولا المحيّا الطلْق الذي يتّسم به دائماً وهو يستقبل عشاقه ومريديه، هما فقط ما يُمَيّز أسرار شخصيته الإنسانية الرائعة. بل هناك عشرات المزايا تأخذك عنوةً لتقع أسيراً بين يدي هذا الـ اجاسمب... وليس الشعرُ أيضاً أولها.
جذوة الشعر لها اتقاد وانطفاء، وأكثر ما يخشاه الشاعر هو لحظات خفوت جذوته، وهذا ما يجعله ينفخ فيها ويشعل أوارها ما استطاع، لتستعر من جديد، مقرّباً لها كل ما أُوتي من تجارب، فتعاود توهجها بقدر ما ينوّع من مشارب.