العدد (705) - اصدار (8-2017)
حادة، واخزة، قلقة، رشيقة، ناصحة، جامعة الشمل في هدوء، وواصلة المقطوع من دون قلق، وساترة الحال برغم هشاشتها، شامخة في كبرياء نادر برغم رهافتها، أداة نجاة وإنقاذ عندما تتفرق بنا السبل، وناصحة وتُصلح الحال إن كانت فاسدة، واختبار دقيق وحاسم في اختيار الزوجة واختبارها.
وفيما الصمتُ هو سيدُ الموقف، باتت السهراتُ العائليةُ يتخلّلها بعضُ الأحاديث العابرة، التي يدور أغلبها حول ما شاهدَ أو قرأ على النت، ولا تتم إلا بتواصل الإمساك بالهاتف ليعودَ الصمتُ ويتسلل مجدداً، والعيون مسلَّطة على الشّاشات الصغيرة للهواتف الذّكية، التي تقدّم لك ما شئتَ من ألعابٍ إلكترونية واتصال على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، فتحس كأنها نافذتُك على الحياة، وتنسى وأنتَ تحدقُ بها لونَ السماء وطلاءَ جدران البيت، ولمعة الحزن أو التماعة الفرح في عيون من هم بقربك، لكأنّك بعيدٌ عنهم وغائب رغم حضورك الجسدي؛ فكلٌّ غارقٌ في عالمه الملون قريباً وبعيداً عمّا وعمّن حوله!
يعتبر علم النفس الإيجابي من العلوم الجديدة التي لاقت كثيراً من القبول والشعبية في إطار العلوم السلوكية وعلم النفس التطبيقي في السنوات الأخيرة، ويرجع تاريخه إلى عام 1998، حيث ناشد عالم النفس مارتن سيلغمان Seligman المتخصصين في علم النفس أن يتذكروا مهمتهم المنسية المتمثلة في بناء قوة الإنسان وتغذية موهبته، وأكد ذلك رئيس جمعية علم النفس الأمريكية.
من الملاحظ أن الاهتمام بالأسنان اللبنية لايزال ينقصه الوعي الكافي حتى اليوم، فغالبية الآباء والأمهات يظنون أن اقتلاع الأسنان اللبنية المصابة هو الحل، لكونها أسناناً مؤقتة ستعوض بأخرى مستديمة، وهو ظن خاطئ، ذلك أن الأسنان اللبنية العشرين ذات أهمية قصوى للطفل في خلال الاثنتي عشرة سنة الأولى من حياته، كما أن لها علاقة وثيقة باستقامة وظهور الأسنان الدائمة بصورة صحيحة.
كان باب ذلك البيت أخضر خشبياً ذا مربعات بارزة، وأمامه ما يشبه الرواق الصغير بين مساحتي غرس يحوطهما سياج عالٍ. كانت تمرّ كل صباح بالدرب فتاة، تلاحق أصابعها الصغيرة أي زهرة يمكن الوصول إليها عبر فتحات السياج الضيقة، أو ما تساقط منها على الأرض، ومعها أطفال آخرون، يحاولون قطف الأزهار الأكثر قرباً، إلى أن يُفتح الباب فيهرب الجميع من ملاحقة صاحب البيت واحتجاجه دفاعاً عن شجرته؛ إنها شجرة الياسمين ذات الزهور البيضاء الرقيقة برائحتها المحببة، التي تزيد ضفيرة الفتاة جمالا، لكنها نادراً ما تحصل عليها.