العدد (707) - اصدار (10-2017)
كان محمود في بيت بيروت منسجماً مطمئناً لأحلامه، غير مضطربٍ. كان يدرك ما نفشل الآن في صنعه حتى إذا ما بسطنا اعتذاراتنا لا نرى أحداً سوف يصغي لنا. محمود كان ينتظر الباصَ مستوحشاً في صلافة أخبارنا
تعدُّ اللوحة الداخليَّةُ علامةً فرعيةً، لذا يجب أن تكون مساندةً للعلامةِ الرئيسةِ (لوحة الغلاف)، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون ممثِّلةً للنص الذي اشتُغلتْ في ضوء سياقهِ، وتأويلهِ، ومعناه.
«انظر إلى العمل الإبداعي تعرف مَن المبدع»...، جملة قالها الناقد المبدع النمساوي والعالمي هوثورن، وكانت بمنزلة القانون الذي سار عليه كثير من النقاد في تناولهم للعمل الإبداعي، ولم يكن يشغلهم المبدع الكاتب بقدر انشغالهم بالعمل ذاته.
باستطاعتنا أن نوزع شعر الشاعر محمد الفيتوري (1936 - 2015) إلى خمسة روافد، ولا شكّ في أن إفريقيا هي الرافد الأول في شعره... إفريقيا القارة السوداء بغاباتها وشمسها المحرقة، وحيواناتها وسكانها الزنوج الحفاة العراة. نظم فيها أربعة دواوين، فبعد ديوانه الأول «أغاني إفريقيا»، يأتي «اذكريني يا إفريقيا» ثم «عاشق من إفريقيا»، وأخيراً المسرحية الشعرية «أحزان إفريقيا» أو «سولارا» التي تدور حول سرقة البشر وبيعهم كعبيد في أميركا.
في الأمثال العربيّة: «قد وَقَع بينهم حربُ داحِسٍ والغَبْراء»؛ وقد أوضح الميدانيّ أنّ هذا المثل يُضرب في «القوم وقعوا في الشرّ (...) مُدةً» طويلة. وفي أيّامنا أيضاً يُضرب هذا المثل في الحالة نفسها، لكنّه يشمل الخصومات الصغيرة والمتوسطة، كالنزاعات بين وسائل الإعلام، أو بين الأحزاب، أو بين النوادي الرياضيّة، أو بين الأدباء والشعراء، أو بين الفنّانين ومنهم المغنّون، أو بين الفصائل الثوريّة، أو بين التيّارات والأحزاب السياسيّة في هذا البلد أو ذاك، وما أشبه ذلك؛ كما يشمل الحروب الكبيرة التي تندلع بين دولتين أو بين طائفتين كبيرتين.