العدد (707) - اصدار (10-2017)

أقدم أعضاء مجلس أمناء مؤسسة البابطين فاروق شوشة رجل الشعر والحكمة وعمق المعرفة عبدالعزيز سعود البابطين

 تتسع الرؤية حين تكون الكتابة عن شاعر ولغوي بحجم فاروق شوشة، يرحمه الله. ويَحار القلم من أي باب يدخل إلى عالم هذا الشاعر الذي أسس منهجاً شعرياً جذوره ممتدة نحو الماضي، وفروع أغصانه باسقة في العصر الجديد.

الشاعر والإنسان واللغة الجميلة أحمد فضل شبلول

لم يكن فاروق شوشة مجرد شاعر كبير فحسب، ولم يكن مجرد إعلامي كبير فقط، ولكنه نجح في الجمع بين الاثنين (الشعر والإعلام)، ليحقق بذلك ذيوعاً وانتشاراً لم يحققهما شاعر إعلامي آخر من قبل، فدخل كل البيوت العربية من باب البرنامج العام بإذاعة القاهرة عن طريق برنامجه اليومي الشهير «لغتنا الجميلة»، الذي قدمه على مدى خمسين عاماً متواصلة، منذ عام 1967 وحتى رحيله في 14 أكتوبر 2016، وعن طريق برنامجه التلفزيوني الثقافي الناجح «أمسية ثقافية» بالقناة المصرية الثانية على مدى سنوات متعاقبة، إلى أن نقل ميعاد إذاعة البرنامج، ليكون بعد الثانية صباحاً، فشعر بأن برنامجه أصبح من البرامج غير المرحب بها من المسؤولين عن الإعلام أو عن الخريطة الإعلامية في مصر، فقرر عدم الاستمرار في تقديمه حفاظاً على اسمه واسم البرنامج الذي أصبح الآن مرجعاً ثقافياً مهماً، خاصة بعد أن بُثّت حلقات منه على شبكة الإنترنت من خلال موقع «يوتيوب».

فاروق شوشة... والحوار الأخير مصطفى عبدالله

زاملت الشاعر الكبير الراحل فاروق شوشة في عضوية عدد من اللجان الاستشارية في مكتبة الإسكندرية وفي المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، الذي كان عضواً بلجنة الشعر فيه لشخصه، كما كان عضواً في لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بحكم منصبه كأمين عام لمجمع الخالدين، ومعاً سافرنا شرقاً وغرباً في مهام ثقافية، ودائماً كان فاروق شوشة صاحب القول الفصل في أي مناقشة؛ لما تمتع به من ثقافة عصرية وتراثية عميقة، وما تميز به من لباقة ومنطقية في الطرح.