العدد (707) - اصدار (10-2017)

«في صحبة فاروق شوشة» ضياء حامد

رحلتَ فجأة عن عالمنا، لم نركَ تشكو أو تتألم، بل كنت صامداً حتى آخر وقت. لذا كان الفراق مفاجئاً وفاجعاً. إن صدى صوتك لايزال يتردد في أنحاء كثيرة من العالم، ومنها «اليونسكو» في باريس عندما ألقيت قصائد لأحمد شوقي هناك في عام 2006، بعدها قلت لك إن أحمد شوقي لو سمعك لجعلك تلقي كل قصائده بتلك الروعة، فقد صفق الفرنسيون لروعة إلقائك، رغم أن معظمهم لم يفهم معنى الكلمات. سألتني: ألن نسمع صوت الإسكندرية الشعري هنا في «اليونسكو»؟، وقلت لك إنني حاضر كإعلامي ولم أُدعَ كشاعر. رسائلك التي كنت ترد بها على رسائلي لك عندما كنت أعمل في الرياض تمثّل لي ثروة أدبية ومعنوية.

«أغنية هادئة»... إنسانوية في ثوب مرعب محمد الادريسي

منذ نهاية القرن التاسع عشر، وفي سياق مرحلة أوج الثورة الصناعية، ومروراً بالحربين العالميتين، ووصولاً إلى لحظة «انشباكية العوالم المعاصرة»، عرفت المجتمعات الأوربية بخاصة تحولات سوسيو/ اقتصادية كبرى، أسهمت في إعادة تعريف «مؤسسة الأسرة»، وفي إعادة تحديد مفهوم «التربية التقليدية»، من خلال تزايد حدة التعارضات البنيوية بين «النجاح المهني» لكلا الجنسين و«النجاح الأسري». الأمر الذي أسهم في انتشار «مهن المربيات»، بوصفها «مهناً نسوية» من جهة، وأنها مهن لم تعد حكراً على الطبقات الاجتماعية العليا من جهة أخرى. كل هذه المتغيرات جعلت هذه الفئة المهنية/ التربوية فاعلاً أساساً في إنتاج المقولات التربوية في عالم اليوم.