العدد (616) - اصدار (3-2010)

الصورة في شعر جوزف حرب وجيه فانوس

الشاعر، العربي اللبناني، جوزف حرب، واحد من الذين يتصدرون المسيرة الشعرية العربية المعاصرة بنتاج عماده، فضلاً عن ثقافة تضرب في أعماق الوجود الإنساني، مستعرضة ودارسة ومحللة ومستنتجة، حس مرهف وذوق أنيق، يعرف صاحبهما كيف يصوغ، من خلالهما، إبداعات جمالية ومضمونية ما برحت تترك بصمة واضحة من حيويتها في مسيرة الشعر. في هذا الملف قراءة شاملة لأعمال شاعر من القلب اسمه جوزف حرب

أمام ملكوت المرأة.. السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية ياسين الأيوبي

شعر جوزف حرب لا يشرح ولا يفسر، بل يُرتَحل إليه من بعيد، وتقطع المسافات الشاسعة على راحلة مرقالٍ وطيدة العهد بالأسفار الطويلة، حتى إذا وصلت انتابك برد الأسحار، وشجن الحور على ضفاف نهر نضبت مياهه. فأنت أمام نتاج مشحون بالرؤى والأحاسيس المتدفقة بلا انقطاع، لا تكاد تقع على واحد منها حتى يفوتك الباقي، فتلحق بها، فتنهمر فوقك أو عليك دفعات أخرى، تليها دفعات

ميتافيزيك أرضي أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها محمد علي شمس الدين

يقدّم الشاعر اللبناني جوزف حرب في ديوانه الأخير «أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها» (رياض الريّس للكتب 2009) مناخه الشعري الخاص به، وهو توقيعه وبصمته، وقد ثبت كل ذلك على امتداد سلسلة من الإصدارات الشعرية بالعربية الفصحى والمحكية اللبنانية، بدأت بديوان شجرة الأكاسيا (1986)، ثم كرّت بعده الدواوين، من «مملكة الخبز والورد» 1991 إلى «الخصر والمزمار» 1994، فـ«مقص الحبر» 1995

جوزف حرب وشعرية اللغة الموازية جورج طراد

لو أردنا تتبّع شاعرية جوزف حرب، لاسيما منذ بداية تكثيفه الإصدارات الشعرية في العام 1986 وحتى اليوم، لاحتجنا أولا إلى معرفة قاموسه الخاص، لأن لغته هي المفتاح الأساسي، وأكاد أقول الوحيد، للعبور إلى عالمه الشعري. فجوزف حرب منذ ديوان «شجرة الأكاسيا» يجهد لتشكيل لغة خاصة به، يسعى إلى بلورتها متكئا على ذاكرة الطفولة وإلى أشياء الطبيعة التي تحرّك فيها وهو بعد طفل