العدد (708) - اصدار (11-2017)
عندما أتأمل في حياتي الآن أجد نفسي أصبحت أقرب إلى العجائز؛ فقد فارقت مرحلة الشباب ودخلت مرحلة الكهولة، ومن ثَمَّ فإني أتخيل أنني عندما أكتب عن حياتي الآن، فإني سأختار عنواناً من عناوين دواوين عباس محمود العقاد، وأختار أولا عنوان «بعد الأعاصير»، وهو عنوان ملائم في عامي الثالث والسبعين؛ فقد انقضت أعاصير الحياة بخيرها وشرِّها، وحلوها ومرِّها، فالأعاصير دائماً مرتبطة بمرحلة الشباب، سواء في اندفاعاتها العاصفة على المستوى العاطفي أو الشخصي أو الانفعالي، فالفرد في شبابه يندفع وراء ما يجعله يشعر بكل قوته؛ كي يحقق هذا الخاطر أو ذاك الذي طرأ «على ذهنه، دون أن يعبأ بالعوائق والقيود التي تقابله في أثناء سعيه إلى تحقيق ما يريد، ودون أن يحسب حساباً للمجاملة السياسية أو الاجتماعية.
يكاد لا يختلف اثنان حول فرادة تجربة أمل دنقل في تاريخ الشعر المعاصر، فقد مثّل إمام مدرسة الرفض، وشاعر الجماهير الثائرة، وبوّأه هذه المكانة أنّه امتلك فلسفة شعرية مختلفة عن نظرائه ومجايليه، كان فيها وفياً لمبدأ الالتزام والواقعية، ولم يكن في أُخرته بعيداً عن ذلك حتى في القصائد التي أخلصها لتيمة الموت، التي شكّلت – في عمقها - رؤية للنهاية واستشرافاً للموت، واختطّ فيها سبيلاً مغايراً لذلك الذي اختطه التمّوزيون أو غيرهم ممّن سبق أن عالج تيمة الموت في شعره.
تحمل الأمثال عبراً ومواعظ، وتنبه الإنسان إلى مواقف سابقة ليتعظ بها، ولقد ضرب الله سبحانه الأمثال لتذكير الناس وإرشادهم.وتتداول الأمم الأمثال بينها، ونجدها سائرة متحركة، لا تقف عند زمن ولا تمكث في بقعة من البقاع، والمثل كالحكمة ينتقل بين الأمم والشعوب، برغم اختلاف اللغات والطباع.
يُكثر بعض الباحثين من القول إنَّ النقاد والشعراء العرب القدامى رأوا أن الشعر هو الكلام الموزون المقفى الدَّال على معنى. وقراءة التراث النَّقدي العربي تفيد بأنَّ هذا القول ليس سوى رأي مجتزأ من تراثٍ غنيٍّ، تقرب رؤيته إلى الشعرية من رؤى النظريات الشعرية الحديثة. في ما يأتي محاولة لبيان هذه الرؤية، وإن كانت موجزة، فذلك ما يقتضيه المقام.
في رواية «على عهدة حنظلة» للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل يبدو بارزاً بقوة التصاق حنظلة، النموذج الفني الافتراضي الممثل للإنسان الفلسطيني البسيط أو العربي عموماً، بناجي العلي بطل الرواية.
جاء رجل بلا يدين إلى باب داري ليبيعني صورة فوتوغرافية لمنزلي. كان رجلاً عادياً في عمر الخمسين تقريباً، إلا أن يديه كانتا كلاليب من الكروم.«كيف فقدت يديك؟»، سألته بعد أن عرض ما يريد.«هذه قصة أخرى»، قال. «هل تريد هذه الصورة أم لا؟»،«تفضل إلى الداخل»، قلت. «لقد أعددت قهوة للتو».كنت قد أعددت للتو بعض الجيلي أيضاً. لكني لم أخبر الرجل أنني فعلت.«قد أستخدم مرحاضك»، قال الرجل الذي بلا يدين. وأردت أن أرى كيف سيحمل بين يديه كوباً.
من دون أحلامٍ مجفّفة أجيءْ لم أستشِرْ نجماً، ولا النخل المرابطَ حولَ أشواقي