العدد (686) - اصدار (1-2016)

أمين نخلة... أيقونة الجمال والأناقة في الشعرية اللبنانية فاروق شوشة

يمثل أمين نخلة خلاصة الخلاصة في جمال الشعرية اللبنانية أناقةً وترفاً وإبداع لغة. وهو في مدار الأفق الشعري اللبناني الذي اكتملت فيه الكواكب الكبرى، وانطلقت أشعتها الغامرة واسطة العقد، بين الأخطل الصغير (بشارة الخوري) وإلياس أبوشبكة وسعيد عقل. يظل شعره الأصفى والأنقى، والأقرب إلى الطبيعة الفراشية المحلّقة والبساطة العميقة النافذة، واللغة الزاهية المحكمة، والطرب الشعري الذي يصحبه مبدعاً، ويصاحب قارئه مترنماً.

الغزل في شعر المتنبي د. ياسين الأيوبي

لن أعرِّف به، ولا بسيرته، ولا بزمانه، وأحداث عصره، بل أكتفي بما قيل فيه في أيامه: «مالئ الدنيا وشاغل الناس»، وإنّ ما نطق به ودوَّنته الأقلام من حوله، لم يكن نتاج خاطره ووجدانه وحده... بل كان نتاج أجيال وحقبٍ تخضَّبتْ بدموع آمالها، وتسربلت بألق المصير المضطرب... وصوت أمّة تصدّعت شرايينها من فرط الجوى المتهدج على مذبح الذات ودوّامة الوجود.

شعراء عرب في بيوت سودانية عصمت معتصم البشير بانقا

في القرن الفائت وعلى مدى أكثر من سبعين عاماً برزت في السودان ظاهرة التغني بقصائد الفصحى لشعراء عرب من مختلف البلدان على اختلاف عصورهم، واستقبلها السودانيون برحابة ومودة، وشقت مجرى في نهر الغناء السوداني حتى غدت رافداً مهماً في مسراه الممتد، ومكوناً تراثياً وثقافياً ووجدانياً لأهله، مافتئوا يذكرونها ويرددونها لما فيها من قيم جمالية وروح إبداعية عالية.

جماعة «الرابطة القلمية» في نيويورك د. فواز أحمد طوقان

«الرابطة القلمية» جماعة أدبية اقتصرت على عشرة كتّاب لمدة اثني عشر عاماً ثم اندثرت، ولعل اسم الرابطة لم ينتشر كثيراً لأسباب عدة، بينها أنهم عُرفوا بـ: «أدباء المهجر»، وهم: جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبوماضي، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وندرة حداد، وأخوه عبدالمسيح حداد، وثلاثة آخرون ظلوا أعضاء في الظل، وجميعهم من سورية ولبنان. لقد اتفق كبار النقّاد على أن الأديب ينطلق من مواقفه السياسية - الاجتماعية، ويعبّر عن ذلك بإنتاجه الأدبي، فيكون مرآة تعكس عصره. ومن هنا يحق لنا أن نسأل:

بنية الحوار الدرامي في القصيدة العربية د. أحمد الصغير

ارتكزتْ القصيدة العربية على الحوار الدرامي بدءاً من جيل شعراء خمسينيات القرن الماضي، وحتى اللحظة الراهنة، وأصبح الحوار الدرامي ظاهرة مهمة من الظواهر التي التفت إليها النقاد والباحثون في الوطن العربي، ومن ثم فإنَّ الحوار بصفة عامة كما حدده بنفينست BENVENISTE في قوله: «إن الحوارَ هو قولٌ يفترض متكلماً ومخاطباً، ويتضمن رغبة الأول بالتأثير في الثاني بشكل من الأشكال، وهذا يشمل الخطاب الشفهي بكل أنواعه ومستوياته ومدوناته الخطية، ويشمل الخطاب الخطي الذي يستعير وسائل الخطاب الشفهي وغاياته كالرسائل والمذكرات والمسرحيات والمؤلفات التعليمية، أي كل خطاب يتوجه به شخص إلى شخص آخر معبراً عن نفسه بضمير المتكلم».

مواطـن د. محمد محمود مصطفى

كان شارعنا، في الأيام الخوالي، أشبه بالمنزل العملاق. وهناك كنا نحيا، أكثر مما كنا نحيا بالمنزل، وهناك كانت لقاءاتنا، ولهونا وأفعالنا الصبيانية. وهناك أيضاً كنا نطارد الحشرات. وكان إذا وصل غريب، نذهب جميعاً للقائه. لكن ذلك كان نادراً ما يحدث. ومع ذلك، فقد جاء أحد الباعة ذات يوم، وعرض أحذية حمراء للأطفال. لقد كانت بضاعته رخيصة للغاية، هذا ما كان يقوله الصبية. كما أن كل الجيران كانوا يشترون تلك الأحذية الحمراء اللون، سواء مقابل نقود أو مقابل حبات من البرغل. وكان المرء آنئذٍ يرى الأطفال يأتون من كل حدب وصوب.

أسطر بلا عنوان أمين الباشا

سأبدأ بكتابة هذه الأسطر من دون أن أضع لها عنواناً. الكلمة هي «الناس» إذن الناس... و... أضع «و» ولست أدري ماذا سيأتي بعدها، بعد ماذا؟ أعود إلى الناس وأقول بكل ثقة إن الناس أصبحت ضائعة بين المجلات البرّاقة والأثواب الشفّافة وصور الممثلين والممثلات وصور السياسيين والسياسيات. سأقفز الآن قليلاً إلى الفن، أمرّ من لوحة إلى لوحة دون أن أتوقف، أو دون أن تدعوني لوحة ما إلى أن أتوقف وأتطلّع وأنبهر وأفرح وأحلم بها، ودون أن أكتشف عملاً فنياً، وأشعر بلذّة اكتشاف الفن الجيد الجديد، لكني اكتشفت أن كل ما رأيت من عائلة واحدة، بشعة ليس فيها سوى الإطار اللميع.