العدد (687) - اصدار (2-2016)

السلاجقة د. عادل سالم العبدالجادر

السلاجقــــة عشائـــــر تركية سكنت بالقرب من مجرى نهر سيحون، وتسميتهم بالسلاجقة نسبة إلى كبيرهم سَلجوق بن دُقاق. في عام 345هـ/956م ارتحل سلجوق وعشيرته إلى قرب مدينة جَنْد، وهي مدينة عظيمة من مدن تركستان، وخوارزم أقرب ما يكون إليها من البلدان. وفي الجند دخل سلجوق الإسلام، فصح إسلامه وتحمّس للدين الجديد الذي وجد فيه العدالة والنزاهة والصدق والنقاء.

المركز العلمي صرح حضاري ثقافي وفاء شهاب

يقف صرحاً ضخماً شامخاً مواجهاً أمواج الخليج، وبالتحديد على شاطئ دولة الكويت، وقد تلوَّن بلون رماله، معلناً منافسته له ومتحدياً ثورته وعنفوانه عبر الأزمان، فاتحاً قلبه ومستقبلاً الرؤساء والمهتمين بمجال العلوم، تتوافد عليه الأسر المحلية والزائرة والأطفال من شتى الأعمار، إنه إنجاز حضاري علمي، تضيق أروقته وتتسع بالعلوم المختلفة, وتتنمق عمارته بتصاميم هندسية مميزة تعكس روعة المعمار الإسلامي في جدارياته التراثية المنسوجة من قطع السيراميك التي تتناغم معاً لتكمل قصصاً ورحلات احتضنتها صحراء الكويت وأسوارها.

حضارة الشركس د. عصام الحاج علي

أجمع المؤرخون على أن الشركس من الشعوب العريقة، وتاريخهم غائر في القدم، الذين سكنوا بلاد القوقاز الواقعة بالقرب من بحر قزوين وشمالي البحر الأسود، ويرى ابن خلدون في تاريخه ويشاطره الرأي القلقشندي في كتابه «صبح الأعشى» أنهم جنس من الأتراك يسكنون صحارى القفجاق، وهم أهل حل وترحال على عادة البدو، ويعتبرهم المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار» من اللاص والروس في المملكة التتارية المعروفة باسم القبيلة الذهبية، وقاعدتهم على «نهر الفولجا»، وقد أغار الخوارزميون إبان حركتهم التوسعية على بلاد القفجاق الجنوبية، حيث مساكن الشركس، فأخذوا أعداداً كبيرة من رجالهم أسرى، وسبوا نساءهم وأولادهم وجلبتهم التجارة رقيقاً إلى الأقطار العربية.