العدد (688) - اصدار (3-2016)

مجالس الأدباء في العصر الأموي د. عادل زيتون

تُعدُّ «مجالسُ الأدباء» ظاهرةً مهمة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، وكانت قد خَطَت أولى خطواتها في العصر الأموي (41 - 132 هـ) فعلى الرغم من انشغال بني أمية في الصراعات الداخلية والفتوحات الخارجية، فقد حظي الأدبُ باهتمامهم ورعايتهم. وربما يعود ذلك إلى أن بعضاً من الخلفاء الأمويين وأولادهم كان يقول شعراً، مثل معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد وعبدالملك بن مروان وحفيده الوليد بن يزيد. وكان بعضهم الآخر واسع العلم في ميادين الأدب وأيام العرب. فالخليفة معاوية (ت 60 هـ)كان عالماً بأخبار العرب وأيامهم وبأساليب «العربية» وناقداً لها.

الحضارة العربية الإسلامية حضارة متجددة ثقافـة الغنـاء د. عادل سالم العبدالجادر

عرف المجتمع العربي الغناء، وتغنى العرب بأشعارهم حدواً وحُجى وأناشيد وأراجيز، وأمالوا الكلام ميلاً بتطويل مُطرب، وأطلقوا عليه «موالا»، وتغنوا بالجمال الإنساني فأسموه «غناء»، ليتماشى بذلك مع إحساس النفوس، فرحاً وحزناً وطرباً وأُنساً. وقد أخذ العرب موسيقاهم من الشرق والغرب ومن موروث الشعوب والأمم، وصاغوها بما يتناسب مع أهوائهم وصور الجمال السمعي في نفوسهم، لذة عشقتها أرواحهم، ومتعة تريح أجسادهم، فتهيم الأرواح في السماء بين الكواكب والنجوم، وترتاح النفوس في حدائق الواقع وبساتينه.

فلسفة ميلر... فارس الطاحون جمال المراغي

اقتفى الباحثون أثر نحو سبعمائة وعشرين شخصاً ممن يستحقون أن تسعهم الموسوعات كشخصيات لها حيثية وإنجاز في مختلف المجالات ويحملون لقب ميلر، منهم ما يقرب من خمسة وثمانين في مجالات الثقافة والفنون، نصفهم أو يزيد مازالوا أحياء وبالكاد يجد بعضهم من يهتم به، ومن ماتوا لم يتبق منهم غير ذكرى عابرة، ولكن الكاتب أرثر ميلر ولد من جديد بعد وفاته عند آلاف أصبحوا ملايين في السنوات العشر التالية، ليحقق في مئوية ميلاده الأولى ما كان يرجوه وعبر عنه فــي مقــابلة مـــع النــاقد البريطاني جون لار، أن تثير لحظة موتــــه جــــدلاً وتحث البعض عـــلى قــراءة مـــــا تـــرك مــن أوراق، ويكفيه أن يعيدوا لثلاثة أشياء فقط قيمتها الحقيقية في الدنيا، وهي: الإنسان والأخلاق والعمل.

علمٌ من أعلام الثقافة العربية في إيطاليا الفلسطيني وسيم دهمش د. عزالدين عناية

قد لا يعير المرء كبير اهتمام عالمَ الرموز الثقافية حين يكون داخل حاضنة الثقافة القومية، فالتفاعل بينه وبين ذلك العالم يأتي عفوياً ومنساباً بشكل لا واع، ولكن كلّما افتقر المهاجر إلى ثقافة المأتى، ولا سيّما في الغرب، دهمه الذوبان وكان عرضة للاندثار المبكر، ولربما تشتدّ الوطأة مع نزول المهاجر بالغرب في سن يافعة حين لا يزال عوده طرياً غضًّاً ولم تكتمل مفردات قاموسه اللغوي، ولم تختزن ذاكرته ما يكفي من الصور والذكريات.