العدد (689) - اصدار (4-2016)

«الفتى المتيم والمعلم» رشا عدلي

لعل المتابع لأعمال الكاتبة التركية إليف شافاق، يعرف تميّز هذه الأعمال بالأسلوب الممتع واهتمامها بأدق التفاصيل، وتقديمها التاريخ على طبق الأدب، التاريخ الذي يصبح عالماً خيالياً ملوناً. وفي روايتها الجديدة «الفتى المتيم والمعلم»، تنقلنا الكاتبة لعالم ألف ليلة وليلة، في رواية تجمع بين الواقع الملموس وعالم التناقضات والتخيلات، بين كل ما هو غامض وكل ما هو سحري، ونجحت إليف شافاق في خلق طريقة أكثر مرونة للسرد؛ من خلال منظورات وتصورات جديدة، وذلك بفضل تقنيات خاصة بها، بالمزج بين صرامة التاريخ ودقته، وتحررها من القيود التاريخية والنظرية، وفي اعتقادي أن سر تفرُّدها في هذه التقنية هو تحليقها دائماً في عالمها السحري الخاص.

«لغز المتنبي»... فرادة نادرة في الشعر والحياة د.ماجدة حمود

أدهشت المكانة التي احتلها المتنبي القراء على مر العصور، حتى وجدنا كثيراً من النقاد (ابن جني، القاضي الجرجاني، طه حسين، إيليا حاوي، جبرا إبراهيم جبرا...) يحاولون البحث عن أسرار صنعت مجده، وجعلته مالئ الدنيا وشاغل الناس، حتى بات أكثر الشعراء تأثيرا بالذائقة العربية، إذ يحسه المتلقي ينطق بآلامه ومخاوفه وطموحاته، فيبدو معاصراً له، إذ يتيح تلقي شعره رحلة ممتعة في فضاءات قيم خالدة، تطرح أسئلة الوجود، فيمتزج فيها العمق الفكري بالجمال المدهش.