العدد (690) - اصدار (5-2016)

النافذة والجدار في «طيور التاجي» لإسماعيل فهد إسماعيل عبدالرحمن حلاق

لا يمكن بحال من الأحوال استمرار بنية ما استناداً إلى عناصرها الذاتية ومكوناتها الخاصة، فسيرورة التاريخ ستعمل على تفكيكها وتغيير سماتها بكل تأكيد، فإما أن تتطور تلقائياً استجابة للمتغيرات البيئية من حولها، وإما أن تسير إلى فنائها. والاستبداد من حيث كونه بنية مغلقة خاضع لهذا الشرط التاريخي، وإن تصور المستبد نفسه قادراً على الاستمرار بناء على ما يملك من قوة وسلطة، يجعله يتوهم أنه قادر على تسيير الجموع وفق مشيئته، وهذا جانب من جوانب الغباء الذي يَسِمُ الطغاة جميعاً على مرّ التاريخ.

رواية المهمشين وسيرة الآخرين في الذات.. «مجانين بيت لحم» للروائي الفلسطيني أسامة العيسة تحسين يقين

ترك الكاتب «للقارئ والقارئة الحكم على الرواية» وترك «للنقاد الحيرة في تصنيفها»! إذن فللقارئ أن يبوح بمدى استمتاعه بالنص، وللناقد أن يفكّر في التصنيف: تصنيف النص، وتصنيف الرواية، والتعمّق في النص شكلاً ومضموناً: هل خدم الشكل المضمون؟ وهل «استدعى» المضمون شكله؟ وللقارئ الناقد أن يستمتع ويفكر ويشعر أيضاً.

رواية الشراع المقدس... الرهان على فجوات التاريخ علاء عبد المنعم إبراهيم

يبدو مصطلح «الرواية التاريخية» مؤشراً للمأزقية التي تكتنف عملية إنتاج نص روائي يتكئ في تشكيل عالمه على جملة من الأحداث التاريخية، فالمصطلح بصياغته النعتية الحالية يرسخ لحالة تلازم، تتبدل فيها العلاقة التقليدية بين التابع والمتبوع، بين الرواية، التي هي عمل تخيلي بالأساس والتاريخ ، الذي هو ممارسة توثيقية في جوهرها، وهو تلازم عاكس للسطوة المرجعية للتاريخي على مستويي عمليتي الإنتاج والتلقي.

جبور الدويهي... من «شريد المنازل» إلى «حي الأميركان» اسماعيل فقيه

منذ صدور رواية «حي الأميركان» وهي قائمة ومتناولة ومتداولة في دائرة الاهتمام، وربما كانت الحدث الثقافي الجاذب، ومازالت. هذه الرواية التي كتبها الروائي جبور الدويهي على مدار وقت ثمين امتلكه، جسّدت صورة المدينة بنبضها الفاعل المتفاعل، حيث استعمل المكان وفق سرد واسع للأحداث، وحاذر الخروج عن جوهر القصد الذي رسمه وخطط له، فمزج بين التاريخ والواقع، بين الزمان والمكان، بين أشياء الحاضر والماضي، ليصنع مكان الرواية ، التي أرادها مدوية في الوعي والذاكرة، في مساحة حياة تدوم وتدوم.