العدد (691) - اصدار (6-2016)

العربيُّ يحمل سؤاله أنَّى حلَّ عاطف محمد عبدالمجيد

ثمّة صعوبة في عبور المكان العربي، كما كان يفعل أسلافنا العابرون الكبار، في جغرافيا واقعية مترامية الأطراف وأخرى مُتخيَّلة لا يحدّها حد، فنحن نعيش اليوم في عالم عربي استوت فيه الحدود على نحو قاطع، وسُيّجت بالأختام والأعلام والأناشيد الوطنية، فالسفر بجواز عربي في المكان العربي، هو كالسفر بين عوالم منفصلة ومتباعدة ترمق بعضها البعض شزراً، هذا إن لم يصل التنافر بينها إلى حد العداء السافر. ولعلّ هذا يفسر، جزئيّاً على الأقل، ضآلة - إن لم أقل انعدام - كتابة الرحلة عن العالم العربي بأقلام أبنائه، قبل أن ننطلق بأوجه محاطة بالريبة والشبهات، إلى العالم الأوسع.

وطني الموعود حامد الحمود

يعرف عن أري شافيت – مؤلف الكتاب - أن أول ما نشر في الصحافة كان مقالات في عام 1982، يناهض فيها حركة الاستيطان في الضفة وقطاع غزة، وكان آنذاك عضواً في حركة «السلام الآن». وقد استمر على هذا المنوال، وأصبح كاتباً مرموقاً ينشر في «هآرتس» والصحافة العالمية. والكتاب الذي أمامنا ليس عملا أكاديمياً في التاريخ، إلا أنه يمكن أن يكون مرجعاً فيه، خاصة أنه يجمع خلاصة تجربته الصحفية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بما في ذلك لقاءات مع عسكريين وعلماء وتجار وسياسيين، من ضمنهم ضباط إسرائيليون شاركوا في مجازر الفلسطينيين في اللد ودير ياسين في 1948، وأن يستعيد معهم ذكرياتهم لهذه المجازر.