العدد (692) - اصدار (7-2016)

«أيهـا القمـر» مع الشاعر المصري فوزي العنتيل وألحان البدايات فاروق شوشة

بين عاميْ 1924 و1981، عاش الشاعر المصري فوزي العنتيل، الذي ينتمي إلى جيل الحداثة الشعرية ومعه صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطي حجازي ومحمد الفيتوري وكمال نشأت. لكنه لم ينل من الشهرة – لدى النقاد والقراء – ما لقيه بعض أبناء جيله، الذين كانوا أكثر التصاقاً بالحياة الثقافية والاجتماعية، في حين كان هو أكثر ميلاً للتوحُّد والانعزال، وإيثار الجو الهادئ والمتأمل، والعكوف على داخله ومكنونات وجدانه، المفعم بكثير من أشواق الإنسان ومعاناته ومكابداته، وبخاصة الإنسان الذي عاش معه عن كثب في قريته «علوان» – إحدى قرى محافظة أسيوط – حياة الفلاح المصري الكادح، المصفود في سلاسل الفقر والجهل والمرض وهموم الحياة والأرض وقسوة الواقع الذي جعل منه صوت هذا الإنسان، والناطق في شعره بما عجز عنه صريع القهر والعسف والمذلة والحرمان.

عن شِعْرية أمل دنقل جابر عصفور

تتميز صور أمل دنقل الشعرية بالغرابة والجسارة والجدة على السواء، ولهذا تفاجئنا قصائده بمفرداتها التي تبدو رمزية أحيانا، وواقعية في أحيان أخرى، وعلى المستوى البلاغي تتراوح ما بين الكنائية والاستعارية واضعة مكاناً خاصاً للتشبيه.

الاعتراف والهوية د. ايهاب النجدي

لا تنفصل السيرة الذاتية - بآفاقها السردية - لكاتب من الكتاب عن نصوصه الأدبية الأخرى، ويمثل النص السيري في هذا الإطار نصاً موازياً، وشارحاً، ومحققاً، وقارئاً لأدب صاحب السيرة، ولمجتمعه في آن، في فترة من فترات تاريخه. ومنطقة الاعتراف في فضاء السيرة الذاتية أكثر المناطق تفاعلاً وتوتراً، وكشفاً وفائدة، تتهاوى عندها أقنعة الشخوص الروائية، ويتناءى عنها اليومي والعادي، وتضحى مركز الضوء والحقيقة، وبهدي من أشعة هذا المركز تُرصد حركة النصوص الأدبية الموازية، وتُسْتجلى بذور التكوين.

البُعد العَجائبي في مجموعة «نجِيّ ليلتي» لميمون حِرْش عبدالواحد ابجطيط

تندرج نصوص هذه المجموعة القصصية، الصادرة عام 2013 عن مطابع «الرباط نت»، ضمن ما اصطلح عليه، اليومَ، في وطننا العربي بـ«القصة القصيرة جدا». وهو فنٌّ سَرْدِيٌّ مُستحدَث في أدبنا العربي، يَعتمِد الكثافة العالية، ويَستمِد معظم مقوماته من فنون الأدب الأخرى، ويَستثمِرُ جُملة من التقنيات الفنية والأسلوبية، التي تعين على تكثيف المعنى واختزاله. وعليه، فقد تراوحت أحجام نصوص المجموعة، بين أربعة أسطر، وتسعة عشر سَطراً؛ كما في نصّ «العانس» الذي يُعد أطول نصّ في المجموعة؛ وذلك انضباطاً للحجم القصير الذي يُعَد الميسم البارز لهذا الفن الوليد.

مع أبي الطيب المتنبي جهاد فاضل

مع أن عنوان كتاب الباحث السوداني الكبير الراحل، د. عبدالله الطيّب «مع أبي الطيّب»، يشي بأنه كتاب وضعه صاحبه عن أبي الطيب المتنبي، إلا أن من يقرأه يكتشف أنه عبارة عن جولة في أفق التراث الشعري العربي القديم بوجه عام، وعن أحكام شديدة الدقة والمتانة. وقد يعيد القارئ قراءة هذا الكتاب أكثر من مرة إذا كان يبحث عن دراسة غير مسبوقة عن المتنبي أراد بها صاحبها جوانب لم يردها سواه من الباحثين من قبل على كثرة ما كُتب عن مالئ الدنيا وشاغل الناس.

إدوار الخراط منظراً للحساسية الجديدة في السرد العربي د.أحمد الجرطي

يتفرد الكاتب الراحل إدوار الخراط داخل المشهد الثقافي العربي بتعدد مواهبه الأدبية، التي جعلته ينتج في مجالات إبداعية مختلفة، بدءاً من فني الرواية والقصة، ومروراً بالشعر والترجمة، ووصولاً إلى حقل النقد الأدبي، ونظراً لتنوع وغزارة عطاءات الخراط الإبداعية، وتجاذب روافدها الفكرية والفنية، فإننا سنقتصر في هذه الدراسة التي نُعدُّها بمناسبة رحيله على الوقوف عند إسهاماته في مجال النقد الأدبي.

موت اللغات وانقراضها تحســـين الناشئ

ما الذي يعنيه عمليًا انقراض لغة ما؟ ولماذا تضيع بعض اللغات وتندثر؟ وهل أن لغات العالم في حالة انحسار وزوال مستمر؟ اللغة بشكل عام هي علم قائم بذاته يسمى لكسيكولوجيا، وهي نظام من التعابير الصوتية المنطوقة نشأت كوسيلة للتعبير والتفاهم بين الشعوب، وهي ظاهرة اجتماعية في حالة تطور مستمر، ومفهوم اللغة يختلف عن مفهوم الكتابة، فاللغة المحكية عبارة عن أصوات منطوقة ذات معنى، تُفهم ويُدرك مغزاها من خلال السماع، أما الكتابة فهي إشارات أو رموز للأصوات المنطوقة، وتكون على شكل علامات مكتوبة مؤلفة فقرات وعبارات تنتظم على هيئة مدونات، ويتم فهم مغزى تلك العلامات بصرياً عن طريق القراءة.