العدد (692) - اصدار (7-2016)

أسهمت في ترجمة ونشر الأدب العربي في أرجاء أوربا أسهمت في ترجمة ونشر الأدب العربي في أرجاء أوربا ناشرة بقدرات مؤسسة كاملة إبراهيم فرغلي

ربما يكون اهتمام الغرب اليوم بالأدب العربي أكثر قليلاً مما كان عليه الأمر سابقاً لأسباب عديدة تتعلق بالمشكلات التي تمر بها المنطقة، وأزمات اللاجئين الذين توافدوا على أوربا أخيراً، ولكن اللافت أن أي درجة لتسويق الأدب العربي في الغرب لم تتم عبر مؤسسات عربية، كما هو المفترض، بل عبر مبادرات فردية، لمترجمين أوربيين، أو حتى بعض مؤسسات الثقافة الغربية المهتمة بالتبادل والحوار الثقافيين، بل إن هناك أفراداً يلعبون دوراً يماثل في قوته وتأثيره دور المؤسسات، ومع الأسف لا نلتفت لهم في ثقافتنا العربية أو إعلامنا العربي كثيراً.

مارجريت أوبانك: الأدب العربي جزء جوهري من الحضارة الإنسانية إبراهيم فرغلي

نقدم في هذا الملف حواراً شاملاً مع أوبانك حول تجربتها، ورأيها في أدب العالم العربي، ومدى انتشار الأدب العربي اليوم في الغرب، مقارنة بما كان عليه الأمر في السابق، إضافة إلى شهادات من بعض الكتَّاب العرب حول الدور الذي لعبته ولاتزال أوبانك و«بانيبال» في دعم الأدب العربي في الغرب وللقارئ الغربي. وفي هذا الحوار نتعرّف على الأسباب التي دعت سيدة بريطانية مشغولة بالأدب الإنجليزي والفلسفة إلى الأدب العربي ليس قراءة فقط، بل وشغفاً جعلها راغبة في نشره لإوسع مجال ممكن.

حياة مكرسة من أجل الأدب العربي فاضل العزاوي

حين صدرت مجلة بانيبال قبل عقدين من الزمان، لم يكن أحد يتوقع، حتى من حلقة أقرب أصدقائها، أن تستمر أكثر من بضعة أعداد في أفضل الأحوال قبل أن تتوقف مثلما حدث لعديد من المجلات التي سبقتها، التي ظلت في حدود الهواية. ولم تكن حتى مارجريت أوبانك وصموئيل شمعون، وهما المؤسسان لها، متأكدين من قدرتهما على قطع كل هذا الطريق الطويل الذي سلكاه حتى الآن. فـ«بانيبال» ليست مجلة مثل أي مجلة عادية أخرى. فلو كانت مجلة عربية أو إنجليزية فقط لهان الأمر، إذ لن يكون حينذاك ثمة نقص في النصوص العربية التي يمكن أن يكتبها كتَّاب عرب أو في النصوص الإنجليزية التي يضعــــها كتَّاب إنجليز، ولن تكون ثمة مشقة في الاختيار أيضاً بالتأكيد.

«بانيبال»... حجر أساس أدبي ومعرفي صبحي حديدي

حين بلغني نبأ اعتزام مارجريت أوبانك إصدار مجلة تختصّ بترجمة الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية؛ أشفقت على هذا المشروع الوليد من مآلين: أن يسير، أولاً، على منوال الدوريات الأكاديمية التي تُعنى بالآداب الأجنبية، ولكنها تظلّ نخبوية حبيسة المكتبات الجامعية ومراكز الأبحاث، بعيدة بالتالي عن متناول القارئ العريض؛ وثانياً، أن تقع النماذج المختارة للترجمة في إسار النصوص الكلاسيكية أو المدرسية، ونتاجات مشاهير الكتّاب، فتنأى بذلك عن المشهد الفعلي الحيّ، وبخاصة تجارب الشباب.

الحفر عميقاً في تربة صعبة سيف الرحبي

أي حديث سريع عن مارجريت أوبانك الكاتبة والناشرة، لا يفيها حقّها، لما قدمتّه من إنجاز نوعي للثقافة العربيّة، من محيطها إلى خليجها كما درجت التسمية. وهي بمعيّة أحد أصدقاء الماضي الجميل و«المَهاجر» بفتح الميم، الأكثر حناناً وإدهاشاً من نقيضها وفق المتداول في الثقافة الثنائيّة، أسسّا بدأب وكدْح لجسْر الترجمة والتفاعل الخلاّق بين العربيّة والإنجليزيّة عبر مجلة «بانيبال»، التي قطعتْ شوطاً من الكمّ والإنجاز بمكان محفوظ وأكيد في ذاكرة الثقافة والأدب.

صديقة الأدب العربي محمود شقير

تعتبر الناشطة الثقافية مارجريت أوبانك خير صديقة للأدب العربي، بمختلف تجلياته في الرواية والقصة والشعر والمسرح والنقد الأدبي، وهي في الوقت نفسه صديقة دائمة لكاتبات عربيات ولكتَّاب عرب، تتابع أخبار الجميع وتهتم بنتاجاتهم الأدبية، وتقطع المسافات الطويلة لحضور معارض الكتب والمؤتمرات والندوات.

عاشقة الأدب العربي الحديث طالب الرفاعي

لا أذكر متى كان لقائي الأول بها، لكن ما أذكره تماماً أن تلك المرأة تغدق عليَّ، وفي كل لقاءٍ، ودّاً صافياً يربكني، ودّاً يجمع بين البساطة والصدق والابتسام الذي يشع بوجهها وعينيها. كأي كاتب عربي كان ولم يزل يسعدني نشر قصة أو جزء من رواية لي باللغة الإنجليزية، ولذا كنتُ سعيداً لحظة عانقت عيناي نشر قصص لي بترجمة الصديقة د.زهرة حسين، ود.ليلى المالح، ربما قبل ما يزيد على العشر سنوات. تلك الترجمات أخذتني للتعرف على مجلة «بانيبال»، لأكتشف جهداً ثقافياً مخلصاً قلّ مثيله. مجلة فصلية ناطقة باللغة الإنجليزية تصدر في لندن، وتهتم بالأدب العربي الحديث؛ شعراً وقصة ورواية وأبحاثاً ومسرحاً وسينما وتشكيلاً. أدب ذو سوية إبداعية فنية عالية وبمرامٍ إنسانية النزعة والتوجه.

مؤلفون وأكاديميون يشيدون بتجربة المجلة ماذا قالوا عن «بانيبال»؟ إبراهيم فرغلي

< في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 والتحول الكارثي في سوء التفاهم الذي استتبعها ما بين الثقافات، صار الدور الذي تلعبه مجلة «بانيبال» حيوياً بصورة مطلقة. ففي ظل التحرير المبدع لمارجريت أوبانك، احتلت المجلة العاملة منذ أعوام عدة موقعاً مهماً لنشر الأعمال المترجمة من الأدب العربي الحديث (حلبة جعلت هذه الأعمال متوافرة باللغة الإنجليزية أكثر من توافرها باللغات الأوربية الأخرى).