العدد (694) - اصدار (9-2016)

المجلات الثقافية العربية غياب الإبداع وصعود الأدلجة الرثة خليل صويلح

قبل سنوات سُئلت: كيف تنظر إلى واقع المجلات الثقافية في سورية؟، بأن هذه المجلات تصدر بحكم العادة والواجب، كما أنها مكان لتوزيع الغنائم بين هيئات تحريرها، فالأمر يتعلّق بمطبوعات لا تقول شيئاً، أو أنها تنخرط بأسئلة قديمة ومكرّرة إلى حدود الضجر. الآن كففت عن قراءة هذه المجلات، إلا عن طريق المصادفة، وصراحة لا أعلم مبرر صدورها، طالما أنها لا تنتسب إلى أي مشروع ثقافي لافت.

تجربتي في مجلة «الحياة المسرحية» د. نبيل الحفار

 في عام 1976، سنة تأسيس «الحياة المسرحية» و«المعهد العالي للفنون المسرحية» بدمشق، كنا مندفعين بحماسة كبيرة لوضع أحجار الأساس العلمية - الفنية الضرورية للنهوض بالمسرح السوري على قاعدة متينة، ولاسيما أن «مهرجان دمشق المسرحي» كان قد حقق بضع دورات ناجحة، وطرح في ندواته ولقاءاته الإشكاليات الرئيسة التي تواجه المسرح العربي فكرياً وفنياً.

المجلات الفنية وثقافة «الخوف من الثقافة» بندر عبدالحميد

في هذه الظروف الاستثنائية العاصفة، التي اجتاحت بعض البلدان العربية، بدا واضحاً أن الثقافة والفنون السبعة، بفروعها وألوانها المتجددة، توقفت في نقطة الصفر، وتجمدت، أو أوشكت أن تختفي في منظومة «كان يا ما كان في قديم الزمان»، وقبل ذلك انتشرت في تلك الأطراف المعصوفة ثقافة الخوف من الثقافة، بتدرجات متقاربة من العزلة والانطواء والانكفاء إلى الداخل، في ظل سيطرة الخطاب الفئوي السياسي المستهلك، أو السلفي غير المتصالح مع العالم كله، وغير المتسامح مع «الآخر»، أو مع نفسه أولاً وأخيراً، وكانت المجلات الثقافية والفنية مرهونة بالاستقرار، ومحكومة بمسايرة الخطاب الرسمي وما فيه من هوامش ضيقة ومتعرجة ومرصودة، وهذا ما يحبط المبادرات الشخصية للتطوير والتحديث، فالخوف من الثقافة هو المسيطر على الكاتب والقارئ والرقيب العتيد، الذي يخاف من نفسه أولاً، فتدور رحى الثقافة في مكانها المعتم، ويتوقف الزمن مع الشعارات والأغاني الوطنية الهابطة