العدد (696) - اصدار (11-2016)
في التجربة المسرحية العالمية يبقى مسرح المونودراما فناً متفرداً خاصاً لطبيعته المستعيدة صوت الماضي وأحداثه ومواقفه المتعددة على نحوٍ ما، في صوت واحد هو صوت الشخصية المونودرامية الواحدة المتفردة والمتشظية بعلاقاتها ورؤاها الكامنة في وجدانها الغائر المليء بالضيق والحزن والشك والتعب وربما الأمل أيضاً في صراع شاق ومُضنٍ مع الآخرين، لتكشف عن معطيات التشابك والالتحام والتجاوز، ولنكتشف بأنفسنا النتيجة يُجَسّدها ويعيد إنتاجها البطل الواحد بالتشخيص الذهني.
قدم المؤلف والمخرج المسرحي الدكتور عقيل مهدي تجربة مسرحية أخذت بما أطلق عليه «درامية النمط»، وذلك من خلال أعمال اعتمدت شخصيات معروفة في مستوى الفن والفكر، عاملاً، من خلالها، على نقل «الشخصية» من مستواها الحياتي، التاريخي، إلى مستوى أعلى من الناحية الفنية (المسرحية)، متخذاً لها، من بعد، تسمية «السيرة الافتراضية» لهذه الشخصيات. وفي هذا المقال يتوقف بنا على ما لهذه التجربة من آفاق.