العدد (696) - اصدار (11-2016)
انطلقت مقاربة الدكتور حسين دياب النقدية في كتابه «علمية العلم»، من فرضية قوامها أن التفكير عملية محكومة بأطر مرجعية – ذهنية، لا سبيل إلى فهم منتوجها كعملية تفكير إلا بتحليل تلك الأطر الذهنية والبنى المعرفية الحاكمة. وتكمن نظرته في ازدواجية عمل تلك المقاربة، إذ ينضح الأول بمحاولته إخراج المادة من محيطها التاريخي المغلق، أما بلورة الثاني فتكمن في محاولته طرح المادة تلك حاضراً، والسؤال عن مدى تحليلها ايبستيمولوجياً أو معرفياً. فباتت فلسفة العلم، في تطوراتها الراهنة، تلقي هماً مضاعفاً على المعنيين بأمرها، فضلاً عن أمر توظيفها وتفعيلها في الواقع الحضاري لتوطين الحضارة وبيئة البحث العلمي.
الجديد في كتاب «لماذا تتحارب الأمم؟ دوافع الحرب في الماضي والمستقبل» أنه يحلل بدء الحروب من حيث الدوافع والقوة النسبية للدول؛ لذلك أنشأ كاتبه الأمريكي ريتشارد نيد ليبو مجموعة بيانات تتألف من جميع الحروب، منذ عام 1648 وحتى عام 2008، وهي الحروب التي كان أحد أطرافها على الأقل من القوى المهيمنة أو العظمى أو الآفلة، والتي انطوت على وفيات قتالية لا تقل عن ألف. فنتج عن هذا ما مجموعه 94 حرباً من بين 150 حرباً دارت رحاها بين الدول خلال هذه الفترة التي بلغت 360 سنة.