العدد (696) - اصدار (11-2016)
تحتل الأجهزة الرقمية حيزاً كبيراً من عالم هذا اليوم، فلدينا أجهزة تلفزة رقمية وحواسيب وموبايلات وموسيقى وكاميرات وكتب وساعات ومحارير Thermometerرقمية، وكل ما يخطر على بال من أجهزة أخرى. وهذا الوضع الرقمي لم يكن كذلك في سبعينيات القرن الماضي، فأقصى ما كان موجوداً هو الساعات الرقمية التي ظهرت إلى جانب الساعات التناظرية أو التشابهية Analog. وكثير من الساعات التناظرية كانت سويسرية رائعة الجمال ذات عقارب معدنية تدور بدقة فائقة على تدريج ذي أرقام مختلفة التصاميم والألوان. فما الفرق بين الأجهزة الرقمية والأجهزة التناظرية؟ وأيهما أحسن أداءً وأفضل دقة؟
جرى الاعتقاد مدة طويلة بأن النتائج التي حققتها العلوم التجريبية الكلاسيكية في ميدان الميكانيكا وعلم الفلك، كفيلة بأن تفسر كل ظواهر الكون، كبيرها وصغيرها. غير أن الميكانيكا النيوتونية سرعان ما ستستفيق من سباتها الدغمائي بفعل مجموعة من المعضلات التي لم تستطع حلها والمتعلقة أساساً بالعالم المتناهي في الصغر: عالم الذرة وما دون الذرة. وبات مؤكداً أن قوانين نيوتن لا تنطبق إلا على العالم الأعظمي أو الماكروسكوبي (العياني)، أما العالم الميكروسكوبي (الصُّغري) فلا تنطبق عليه تلك القوانين. وقد كان هذا إعلاناً عن ميلاد فيزياء الكم مع ماكس بلانك، الفيزياء التي غيرت كثيراً من تصوراتنا عن المادة والكون والحياة.
نلقي في هذا المقال بعض الضوء على جهود جيل القرن التاسع عشر في مصر، الرامية إلى نقل الكتب العلمية والعسكرية إلى اللغة العربية، برغم ضعف الإمكانات. وهو ما مهد الطريق لظهور جيل ثانٍ واصل المسيرة خلال القرن العشرين في بلدان عربية كثيرة.