العدد (697) - اصدار (12-2016)

ثغرة خطيرة في الذاكرة العربية... نسيان تعددية وغنى مصادر الثقافة جورج قرم

يبدو أكثر وأكثر أن تطور الثقافة العربية في العقود الأخيرة يؤدي إلى نوع من التصحر الناتج عن عوامل عدة، ومنها بشكل خاص ذوبان هذه الثقافة في مناقشات حادة حول الدين الإسلامي بين نظرة معتدلة إليه ونظرة متشددة وراديكالية. وقد اجتاحت القضايا الدينية معظم الحيّز العقلي والثقافي والسياسي للمجتمعات العربية.

وسطية الإسلام وسماحته فيصل المرشد

قال الله جلّ جلاله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (سورة البقرة - الآية: 143)، لأن أحب الأعمال إلى الله تعالى أوسطها، والأمة الإسلامية أمة وسط باعتدالها واستقامتها على الأخلاق الفاضلة والقيم السامية التي بثّها فيها الإسلام تهذيباً للنفوس، والتي تشهد على الناس جميعاً، فتقيم بينهم العدل والقسط، وتضع لهم الموازين والقيم، وهي عقيدة وشريعة وسلوك، فلذلك تكون أمة وسطاً في كل شيء، تأمر بالخير، وتنهى عن المنكر، فلا تعصّب ضد الآخرين، ولا رفض لهم ولا إكراه أو إرهاب أو ترويع بغير حق أو قتل الأنفس البريئة.

المجتمع العربي وجدلية الحداثة والتحديث نزهة صادق

تعد الحداثة حركة فكرية ورؤية للعالم، تستمد وجودها من العقل، وتسعى إلى التنوير، وتشكل إرثاً كونياً، وهي ليست مفهوماً سوسيولوجياً، أو سياساً، أو تاريخياً بحصر المعنى، وإنما هي صيغة مميزة للحضارة تعارض صيغة التقليد، كما تعتبر مفهوماً يتضمن في دلالاته إجمالاً الإشارة إلى تطور تاريخي بأكمله، وإلى تبدل في الذهنية وفق تعبير جون بودريار. يضعنا هذا التعريف أمام سؤال محوري يخص العالم العربي: لماذا لم يحاول العرب بناء حداثة واكتفوا بمحاولات تحديثية؟ هل يرجع ذلك لأسباب موضوعية أم ذاتية؟