العدد (614) - اصدار (1-2010)

«العربي» في عددها الحادي عشر.. لقاء مع عميد الأدب العربي طه حسين خليل علي حيدر

«لا يا سيدتي.. لا توجد إلى اليوم طريقة مؤكدة يستطيع بها الطبيب أن يعرف نوع طفلك، قبل أن يولد، ذكر هو أو أنثى». بهذه الإجابة المحبطة، رد طبيب الأسرة في عدد أكتوبر 1959 من «العربي»، على الأم التي أرسلت إليه تسأله عن حقيقة ما يقال عن وجود طرق لمعرفة جنس الجنين آنذاك، قبل «عصر السونار»! وأشار الطبيب إلى وصفة قال بها قدماء المصريين مشككاً! وقد قالوا: «ضع خليطاً من بلح ورمل في وعائين، وأضف إلى أحدهما شعيراً، وأضف إلى الآخر قمحاً

الرحلة الأخيرة للمسعودي محمد المنسي قنديل

أخرج علي بن الحسن المسعودي آخر ما في جيبه من دراهم، قطعا من الفضة غير مضروب عليها أي اسم، كل ما تبقى من رحلته الطويلة، ولكن كان عليه أن يدفع أي شيء ليعود للبصرة، سيدة مدن الحزن، نخيلها المحترق يجعلها متشحة بثوب من الحداد الدائم، والناس في أزقتها منكسرة نفوسهم، يتلمسون طرقهم بين جثث معلقة، وروائح عفنة، وذباب طنان، وزنوج.. زنوج.. زنوج.. يختالون في الطرقات بعباءات من حرير، يضعون على جلودهم أغلى العطور

وليم شكسبير الآخر الغربي في ميزان النقد العربي إيهاب النجدي

في لحظة حضارية فارقة، كان سخط الشاعر العربي الحديث على الغرب السياسي عظيما، فرفض وجوهه الكالحة البغيضة التي تشكلت عبر ثلاثية الاحتلال والاستبداد والحرب، لكن التجربة الشعرية اتسعت في اللحظة ذاتها لاقتناص خطوط دالة في لوحة الغرب، وتملكت الشعراء نزعة إنسانية Humanitarianism تعني - في إطارها المعرفي - التعلق بكل ما هو إنساني وحب الخير للإنسان، ومن اللافت لغوياً أيضا تعدد الحالات التي يطلق عليها لفظ الإنسان إذ «يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث بصيغة واحدة»

محمود أمين العالم من الانغلاق النقدي إلى الآفاق الرحبة محمد دكروب

عندما أصدر محمود أمين العالم كتابه الأول «في الثقافة المصرية» (بالاشتراك مع صديق عمره عبدالعظيم أنيس) عام 1955، لم يتوقع أن يثير هذا الكتاب ما أثاره من جدال في الساحة الثقافية العربية، وأن تنقسم الحركة النقدية الأدبية حوله، وربما لم يأخذ محمود العالم في اعتباره أن مقالات هذا الكتاب نفسه كانت حصيلة معركة نقدية اتخذت لنفسها طابع معركة بين «شباب الأدب وشيوخه»! وبين قوى الديمقراطية وقوة القمع السلطوي