العدد (611) - اصدار (10-2009)

المدينة أمين الباشا

هي مجنونة بجمالها، تتجمّل كل صباح، تبقى جميلة طوال النهار والليل.. تستيقظ.. تستيقظ دائماً. هي لا تنام، كيف تنام وهي مفتحة العيون، تنظر إليها. تعيش معها، تعيش فيها وهي تعيش لجمالها. أبقوني جميلة تقول، أذانهم مسدودة. أبقوني جميلة ولا من يسمع، تصمد بوجه الشر، تنام والدّم يسيل من جوانبها وتصحو للشمس، للنور، للدفء، تبقى حنونا، ضاحكة، مجنونة. جنونها عقل وقوة. تقول أنتم أنا.. أبقوني جميلة.. الجمال هو الذي أبقاني حيّة. الجمال هو الحق، الحق قوة. أذانهم لا تسمع

الفنان جعفر إصلاح في كتابه رُوح مصر.. وثائقٌ وصورٌ وحنينٌ أشرف أبواليزيد

لماحية كاشفة يقدمها لنا عنوان هذا الألبوم المصور الذي جمع وثائقه ومادته الفنان الكويتي جعفر إصلاح؛ «روح مصر». فإن قرأته باللهجة العامية المصرية فهي دعوة لتذهب إلى مصر، وإن قرأته باللسان العربي الفصيح، فأنت على موعد مع الروح المصرية، في الآداب والفنون وأطياف الحياة المصرية كافة على مدى قرن أو أكثر. عشق الفنان جعفر إصلاح الصورة، ولعل أول كتبه التي احتفت بها كان «واحدٌ موجودٌ في كثير ، وكثيرٌ موجودٌ في واحد»

فـُوَّة... مدينة المآذن د. خالد عزب

فوة إحدى أشهر مدن العالم الإسلامي في العصور الوسطى، كثيرون لا يعرفونها اليوم، لذا فإعادة اكتشافها، بمنزلة إحياء مدينة كانت طوال العصر المملوكي المحطة الرئيسية للتجارة بين الشرق والغرب، في شمال دلتا النيل بمصر عندما يأخذ فرع رشيد اتجاها غربيًا منذ دخوله أراضي محافظة كفر الشيخ، يصنع - على بعد 35 كيلو مترا - ثنية كبيرة تقع مدينة فوة في بدايتها، وهي ممتدة على ساحل النيل نحو 4 كيلو مترات، هكذا وصفها الجغرافي الشهير الإدريسي وابن بطوطة اللذان أكدا على وجود جزيرة قبالة شاطىء فوة مازالت موجودة إلى اليوم

بياترو لونغي «وحيد القرن» عبود طلعت عطية

بعدما أكمل الرسام بياترو لونغي دراسته للفن في محترف أنطونيو باليسترا، ومن ثم محترف كريسبي في بولونيا، عاد حوالي العام 1730م إلى مسقط رأسه البندقية. وطوال عشر سنوات، صبّ اهتمامه على رسم الموضوعات الدينية والتاريخية التي لم تجلب له أية شهرة أو أي تقدير. ولذا، تحول لونغي بدءاً من أربعينيات ذلك القرن، إلى رسم الموضوعات المستوحاة من الحياة الاجتماعية والشعبية في البندقية، وغالباً من وجهة نظر ساخرة وناقدة، متأثراً بأعمال الفرنسي واتو. فذاعت شهرته، وأصبح عضواً في أكاديمية البندقية في العام 1756م، ومن ثم مدرساً فيها من العام 1758 وحتى 1780م

الهامشيون على شاشة السينما العربية أحمد يوسف

«الهامشيون»، ذلك هو أحد المصطلحات التي سادت في الثقافة الغربية خلال الربع الأخير من القرن العشرين، ثم انتقل إلى لسان مثقفينا العرب فتلقفوه واستسلموا لسحره، فأنت حين تتحدث عن «الهامشيين» يبدو لك أنك تدخل عالما يحتشد بكل ماهو غريب وعجيب، فالكلمة توحي أن لهؤلاء عاداتهم وطقوسهم الخاصة في حياتهم اليومية، وهم عالم مغلق على ذاته لا يريد – أو لا يراد له – الذوبان في المجتمع. ومما زاد من سحر هذا المصطلح بعض التجسيدات الأدبية والفنية له