العدد (674) - اصدار (1-2015)

لي جونغ سانغ وأشرف أبواليزيد فنان يحتفظ برسومه خمسون مليون كوري! أشرف أبواليزيد

يحمل أكثر من خمسين مليون كوري رسوم الفنان لي جونغ سانغ، ليس لأنه عضو الأكاديمية الوطنية للفنون في بلادهم وحسب، ولا لأنه مؤرخ للتاريخ فقط، بل لأن عملتين ورقيتين من بنكنوت جمهورية كوريا تحملان رسومه وتوقيعه. في سن السابعة والثلاثين رسم الفنان لي جونغ سانغ وجه المعلم والإصلاحي الكونفوشيوسي الشهير يولجوج لي جي (1536-1584 ميلادية) لورقة النقود الكورية من فئة 5 آلاف وون، وبعد ذلك التاريخ بعقود، وفي سن الواحدة والسبعين رسم وجه والدة ذلك المعلم، السيدة المربية شن سا إم دانج، لفئة 50 ألف وون، وهو أمر قياسي لم يتحقق لفنان سواه. يقول لي جونغ سانغ: «المال هو الكائن الحي الذي يكثف ثقافة الأمة والتاريخ الخاص بها، وليس مجرد كائن يخدم الرغبات الدنيوية». خارج العاصمة سيئول، وفي ضاحية هادئة يقع مرسمه كزهرة لوتس في بحيرة تحيطها أوراق الورد الخضراء، يزوره محاوره محرر «العربي» أشرف أبواليزيد بصحبة صديقهما الناشر والإعلامي لي سانج كي، ليدور الحوار لأكثر من ساعتين حول الفن والتاريخ. على جدران المرسم يعمل لي جونغ سانغ على مشروع فني لتاريخ دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة الكورية، لوحات ضخمة، تختزل مشاهد ذلك التاريخ لاضطهاد الكاثوليك في القرن الثامن عشر، جداريات تشعرك بحجمها أنك جزء منها، حين تقف إلى جوارها، فبرغم أحادية لونها، تشعرك بأنها تفيض بمشاعر سخية الألوان. حين نتأمل ما بين تاريخ ذلك الاضطهاد، وتاريخ اليوم الذي تمت فيه الزيارة، وكان يصادف زيارة بابا الفاتيكان إلى العاصمة الكورية، 17 أغسطس 2014، ندرك مدى التحول الكبير في المجتمع الكوري الحديث، وهو تحول واكب، كذلك، تحولاً اقتصادياً هائلاً تسارعت وتيرته في السنوات الثلاثين الماضية.