العدد (674) - اصدار (1-2015)

يوكيكو هاشيدا... أيقونة تسامح باسم المرعبي

يُمكن اختصار ما قامت به السيدة يوكيكو أرملة الصحفي الياباني شينسوكي هاشيدا الذي قُتل في اعتداء مسلح في العراق، العام 2004، في سطرين، كخبر يفيد بقيامها بجمع 17 مليون دولار من التبرعات وإقناع حكومة بلدها بإنشاء مستشفى للأمهات والأطفال في الفلوجة «رداً» على مقتل زوجها، ونجحت في ذلك. غير أن واقعة كهذه تحمل من معاني التسامح وإطفاء روح الانتقام، وتحويل هذا الأخير إلى خير ومحبة وتصالح وغفران ما يجعل منها شيئاً ينتمي إلى المرويات الخيالية، خصوصاً في زمننا هذا الذي يشهد نشر أقسى صنوف العداء والكراهية والتناحر، ويختلق شتى الذرائع لترويجها وتنفيذها، عمل رحيم كهذا وإن كان ضائعاً في زحمة ما يحدث ويُذاع من فظائع ووحشية على امتداد العالم، يؤكد الأمل ويضاعف أهمية إشاعة ثقافة العطاء والتسامح، وفي الوقت نفسه يؤشر إلى الحاجة إلى تأمل واستقراء ما يقف وراء مبادرة كهذه من روح أو حالة ثقافية عموماً.

مع المعتمد بن عباد في أيام محنته عبدالوهاب شكري

بداية، حين يرثي شخص حال آخر هوى نجمه وانطفأ بشكل مباغت بعد سطوع وتألق وقرع للأسماع وذيوع صيت، فذلك لأنه يتصرف بدافع الحزن والأسى والتضامن والوفاء، أو العرفان بالجميل رأفة ورحمة برجل هو في حقيقة الأمر عزيز قوم ذل سيم الخسف وديس بالصغار، وأصبح يعاني ضروباً شتى من المهانة والشجون ويتجرّع مرارة النفي في الأقاصي والموت في أحضان الغربة والاغتراب جسداً وروحاً. إنه الأمير الشاعر المخلوع المكلوم المأسوف عليه المعتمد بن عباد أمير إشبيلية... قال وهو في أوج المعاناة كاشفاً حاله يشكو مآله وغدر الزمان به: قد كان دهرك أن تأمره ممتثلاً فردك الدَّهر منهياً ومأموراً في إشارة دالة وواضحة إلى المرحلة الأولى من حياته، وهي الأطول، وتشمل الفترة التي كان المعتمد فيها في سدة الحكم وما رافقها من تسلق وتربّع على عرش الأدب وتيهان في دهاليز السياسة ومتاهاتها.

الأفوه الأودي عبدالله خلف

هو صلاءة بن عمرو بن مالك بن عوف بن سعد العشيرة من مذحج، لقّب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان. روى الأصبهاني عن الكلبي قال: إن الأفوه من كبار الشعراء القدماء في الجاهلية، وذكر بعض المؤرخين أنه أدرك المسيح ، وقيل هو أول من قصّد القصيدة.