العدد (675) - اصدار (2-2015)

نحو لغة تواصليّة في الحياة د.ميساء أحمد أبوشنب

أدرك البشر أهمية التّواصل منذ فجر التاريخ، ومع تتابع العصور زاد الإحساس بدوره البارز في استمرار حياتهم، وتحقيق مصالحهم المختلفة، وتوحيد جهودهم، وترابط مجموعاتهم، وتنظيم أنشطتهم، وتطوّر أنماط حياتهم. فالاتصال بين أفراد المجتمع، والمجموعات الاجتماعية المختلفة ضروري لتحقيق متطلّبات الاجتماع الإنساني، وهو شرط من شروط بقاء الكائن البشري، لذلك اعتبر التواصل المبنيّ أساساً على اللّغة، أحد أهم المفاهيم المرتبطة بالإنسان دون غيره من الكائنات، لدرجة يمكن معها القول: إنّ التّواصل هو الحياة، ولا يمكن أن يوجد حيّ من دون تواصل، فالإنسان يتواصل منذ أن يكون جنيناً في بطن أمّه مع الأصوات التي يسمعها من الخارج، وهو في الأصل ثمرة لتواصل والديه (جسدياً وعاطفياً ولغوياً).

في انتظار النجوم د. عبدالرشيد محمودي

فيم‭ ‬انتظارك‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬والشمسُ تجنحُ‭ ‬للغروب؟ راحت‭ ‬تلملمُ‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬قممِ‭ ‬التلالِ ذيولها،‭ ‬وتفرَّق‭ ‬الأصحابُ‭ ‬كلٌ

«التذلّل للحبيب من شيم الأديب» جهاد فاضل

يبدو‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬وعبدالوهاب‭ ‬عندما‭ ‬كانا‭ ‬يمجّدان‭ ‬الذلّ‭ ‬للحبيب،‭ ‬أو‭ ‬التذلّل‭ ‬له،‭ ‬في‭ ‬أغانيهما،‭ ‬لم‭ ‬يكونا‭ ‬يأتيان‭ ‬بجديد‭ ‬أو‭ ‬مستهجن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬هذا‭ ‬التذلّل‭ ‬أقصاه‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬زمن‭ ‬ازدهار‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬وقيام‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬منعّم‭ ‬ومستقرّ،‭ ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬المنظّرين‭ ‬

حـارسُ الظَّـلَّ محمد زينو شومان

ماذا‭ ‬سيحدثُ‭ ‬لو‭ ‬غفوتُ‭ ‬على‭ ‬ذراعِ‭ ‬الأرصفة؟ ماذا‭ ‬سيحدثُ لو‭ ‬خرجت‭ ‬مهشّماً‭ ‬بعصاي‭ ‬خابية‭ ‬الهمومِ على‭ ‬الدّرجْ

في الذكرى المئوية للحرب العظمى الغرب والحرب... رؤية شعرية د. إيهاب النجدي

إن القفز فوق هضاب التاريخ ربما يفيد في رصد علاقات المد والجزر بين الشرق والغرب، ويظهر لنا أن تاريخ العالم هو تاريخ النضال والمواجهة بين شرقنا وغربهم، أياً كان هذا الشرق أو ذلك الغرب، ولكن وجهاً آخر للتاريخ يظهر أن تاريخ الحروب بين الدول الأوربية أكبر بكثير مما يظن القارئ المتعجل, وقد تغني في هذه السبيل بعض الأمثلة من العصر الحديث.

مغامرة اللغة عند أحمد شوقي د. مصطفى رجب

كثر في شعر شوقي استعمال تعبيرات جاءت على خلاف ما استقر عليه العرف اللغوي، سواء أكان مجيئها لضرورة فنية اقتضاها التصوير، أم كان لرغبة شوقية داخلية في التفرد والتميز، وقد يكون وجودها وهماً من الشاعر، أو ظناً منه أنه على الجادة من الصواب اللغوي، كما قد يكون ذلك منه سهواً، ومحض غفلة عما هو مقيس أو مسموع من لسان العرب، فمن ذلك إضافة «حيث» إلى الاسم المفرد.

ابْنُ الْفَارِضِ بَاكِيًا... تَعَقُّبٌ سِيمِيَائِيٌّ حَاتِم أَوْس الْأَنْصَارِيّ

يستشرف ابن الفارض مسيرته الطويلة بطول ديوانه - الذي رتبه بنفسه وجعل أوله اليائية وثانيه الذالية - بتعميمات رَحبة جميلة تسوق رمز البكاء في بداية العِقد البلاغي لرسم الصور المتعددة التي سيمر عليها ويلونها مع كل موضع جديد في قصيدة جديدة، ولا يَنْسَى أن يمر عليها في أكثرِ قصائده؛ ولذا سنرى كيف تختلف قصائده على النَّهْل من هذا الرمز وظلاله الجانبية، وتُغَيِّر كل قصيدة منه قليلاً حتى ينحرف انحرافاً يساعدها على أداء دورها المقدَّر لها.

صحيفةُ السَّفرِ عنفُ الغربة ومتعةُ المعرفة محمد صابر عبيد

ينبغي أنْ ينفتحَ هذا العنوانُ الإجرائيّ (صحيفةُ السفر) على معنى عميق يتكدّس في عنوان موازٍ هو «تجربة السفر»، إذ تتجلّى الدلالة على أوسع فضاء ممكن أو محتمل، تتحرك فيه مفردة «تجربة» في سياق تفجير كلّ الطاقة المفهومية والحمولة السّيميائية التي تحتملها، فالتجربةُ مفهومٌ عريضٌ وطويلٌ يشتغل أفقياً وعمودياً بلا حدود تقريباً، والتجربة التي نقترحها مفهوماً وإجراءً لا تقترن بالقصدية اقتراناً يسبق الفعل، بل يترشح عن اللاقصدية أحياناً حين يتمكّن الفعل من بلوغ درجة المغامرة المنتجة في مرآة التحصيل، ويبدو أنّ مفهوم المغامرة ملاصقٌ على نحو ما لمفهوم التجربة، وكأنّ التجربة لا تستقيم مفهومياً من دون احتوائها على نطفة مغامرة في أيّ طبقة من طبقاتها، أو أيّ حلقة من حلقاتها.