العدد (675) - اصدار (2-2015)

إيــران... من البيشدادية إلى الأشكانية د. عادل سالم العبدالجادر

عاشت إيران تحت ظل حضارات عريقة قبل أن يسطع عليها نور الإسلام، وزحفت سيطرة حكامها إلى امتدادات فاقت بكثير مساحة الدولة، حيث قامت سياسة حكامها على التوسع في ضم أراضي الجوار، اعتقاداً منهم بأنّ ذلك يكرس للدولة الأمن والبقاء. وإذا أردنا أن نتحدث عن حضارة إيران، فسيكون هذا الحديث قد تجاوز الإسهاب، بسبب كثرة الدول التي تعاقبت في تلك المنطقة منذ الزمن البعيد، فمن الدولة البيشدادية: فالكيانية، ثم الميدية، بعدها أتت الدولة الأكمينية (الهخامنشية)، والدولة الأشكانية (البارثية) التي حكمتها الطوائف، وأخيرا الدولة الساسانية، وهي دولة الأكاسرة. لم تنج بداية التدوين للحضارة الإيرانية مما أصاب غيرها من الحضارات، حيث كانت الأساطير بداية للتأريخ وكانت الخرافة أصلاً لنشأة العظماء. 

مدني صالح... بين الأدب والفلسفة د. قيس كاظم الجنابي

ولد مدني صالح في هيت من محافظة الأنبار سنة 1932م, وحصل على شهادة الماجستير في الفلسفة من جامعة كامبردج بإنجلترا, ورفض أن يناقش رسالته للدكتوراه على الطريقة التقليدية، عُيِّن أستاذاً في قسم الفلسفة بكلية الآداب - جامعة بغداد, كتب الشعر والقصة والمقالة الأدبية بأسلوب انتقادي ساخر، ومزج بين التصور الواقعي للأشياء والتحليل الفلسفي لها، جريء في كتاباته، لذا أحبه الجمهور, بـدأ النشر منذ الخمسينيات، فأصدر عام 1955م كتاباً بعنوان «الوجود»، وهـو بحـث في الفلسفة الإسلامية، وبحثاً عام 1956م ضمَّ حكايات شعبية ونقدات اجتماعية عنوانه «أشكال وألوان».

د. أيمن فؤاد السيد: انحسار النشر العلمي الجاد للتراث العربي محمد عويس

كانت كلمات الدكتور عبادة كحيلة - رحمه الله - صاحب فكرة كتاب البحوث المُهداة إلى الدكتور أيمن فؤاد السيد حاضرة بقوة في ذهني عندما فكرت في إجراء حوار معه، حيث استهل مُقدمة الكتاب قائلا: «أيمن فؤاد سيد أرَّخ فكان غاية في التأريخ، وحقق فكان غاية في التحقيق، مع أن الجمع بين هذين الفنين والإجادة فيهما جدير بهما أن يعطيا لصاحبهما مكانة هو أهل لها، فإن هناك قوماً أكل الحسد قلوبهم، فمن انتسب منهم إلى التأريخ قال: «هو محقق وليس مؤرخاً»، ومن انتسب منهم إلى التحقيق قال: «هو مؤرخ وليس محققاً» وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أنه أرَّخ فجوَّد في التأريخ وحقق فجوَّد في التحقيق، في حين أنهم لم يجوِّدوا حين أرخوا وحين حققوا».