العدد (676) - اصدار (3-2015)

الجندي المنسي بينغ شين

‭  ‬يمر‭ ‬شياو‭ ‬لينغ‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬المعسكر‭ ‬وهو‭ ‬ذاهب‭ ‬إلى‭ ‬مدرسته،‭ ‬حاملاً‭ ‬حقيبته‭ ‬على‭ ‬ظهره،‭ ‬يمشي‭  ‬قافزاً‭ ‬بخطوات‭ ‬سريعة‭ ‬واسعة،‭ ‬ولكنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬الميدان‭ ‬الواقع‭ ‬أمامه‭ ‬المعسكر‭ ‬كان‭ ‬يبطئ‭ ‬خطواته،‭ ‬ويقف‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الجنود‭ ‬ذوي‭ ‬الرماح‭ ‬المتلألئة‭ ‬وهم‭ ‬يقفون‭ ‬مصطفين‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬يؤدون‭ ‬تمارين‭ ‬الصباح‭... ‬يتأمل‭ ‬ملابسهم‭ ‬العسكرية‭ ‬الأنيقة‭ ‬الزاهية‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأصفر‭ ‬الداكن،‭ ‬وهي‭ ‬تعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬الأفق‭. ‬كان‭ ‬شياو‭ ‬لينغ‭ ‬يختلس‭ ‬النظر‭ ‬إليهم‭ ‬بنظرات‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالحب‭ ‬والحسد‭. ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجول‭ ‬بخاطره‭ ‬حينذاك‭: ‬‮«‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬جندياً،‭ ‬وأرتدي‭ ‬ملابس‭ ‬الجيش،‭ ‬وأحمل‭ ‬على‭ ‬كتفي‭ ‬بندقية‭ ‬مثلهم‭ ‬عندما‭ ‬أكبر،‭ ‬وبذلك‭ ‬ستتاح‭ ‬أمامي‭ ‬فرصة‭ ‬لتفحص‭ ‬شكلها‭ ‬وتكوينها‭ ‬عن‭ ‬كثب‮»‬‭... ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬شياو‭ ‬لينغ‭ ‬يومياً‭. ‬

من «الهايكو» الياباني الحديث الموتُ الهادئ للربيع عبدالجواد العوفير

وُلد داكوتسو ليدا سنة 1885م في قرية «ساكيكاوا»، وفي 1905م أصبح عضو «نادي الهايكو» في منطقة «الواسيدا» بطوكيو، في 1905م أيضاً تخلى عن دراسة الأدب الإنجليزي ليعود بعدها إلى قريته، آخذاً طريق المزرعة العائلية. في 1914م بدأ بإرسال قصائد هايكو إلى مجلة «هوطوطوسيكو» المتخصصة في التجارب الحديثة للهايكو. وفي 1915م، أصبح عضواً استشارياً لمسابقة مجلة «كيرارا» ثم أصبح بعد سنتين مديراً لها. خلال الحرب العالمية الثانية توفي ولداه، وأحسّ بألم قاهر عبّر عنه في قصائده الهايكو التي تلت هذا الحادث. بعد وفاة «داكوتسو ليدا» سنة 1962، تلاه ابنه «ريوتا» في إدارة مجلة «كيرارا» التي تغيّر اسمها إلى «أونمو». عاش «داكوتسو» حياة متناقضة بين حبه وكراهيته الشديدة لبلده، كان يتأمل هاته الحياة المعربدة، حيث الآلهة والأرواح تلهو. ألّف دواوين عدة، منها: «قصائد الصومعة» و«الهضاب المغطاة بالثلج».