العدد (676) - اصدار (3-2015)

عائشة التيمورية ... رائدة الأديبات العربيات في العصر الحديث محمد عبد الشافي القوصي

أصابت الأديبات الأوليات أزمة نفسية عنيفة، نتيجة صدمة خروجهن من الظلام الطويل، ومواجهة الأضواء لأول مرة! فانطبع الأدب النسوي بطابع الحزن والحرمان، تمثّل هذا في أدب أعلام الأدب النسوي: عائشة التيمورية، وَمَلَك حفني ناصف، وَمَيّ زيادة، فقد أصابتهن أزمة استغرقت حياتهن، وامتدت وتعمقت، فصبغتْ أدبهن بطابع الألم والتشاؤم والحزن. فـ«عائشة التيمورية» الشاعرة النابغة، التي تعدّ أبرز الشاعرات العربيات بعد الخنساء، نشأت في بيئة الفكر ودنيا الأدب، وكانت أمها تريدها ربة بيت وسيدة قصر، لكنها اختارت حرفة الأدب! وكان والدها يؤيدها في اتجاهها، ويقول: «إنْ كان لي من عائشة كاتبة وشاعرة، فذلك سيكون مجلبة الرحمة لي بعد مماتي».

ماري عجمي ومجلتها «العروس» ميشال خليل جحا

ماري عجمي (1888 - 1965) رائدة من الرائدات البارزات في العالم العربي منذ مطلع القرن العشرين، عملت في حقل الصحافة والأدب والشعر والتعليم والعمل الوطني والإصلاح الاجتماعي، وسعت في سبيل النهوض بالمرأة العربية. أنشأت سنة 1910 أول مجلة نسائية في سورية، هي مجلة «العروس». وُلدت ماري عجمي في دمشق في الرابع عشر من شهر مايو سنة 1888، وعاشت في حي قديم من أحياء دمشق يسمى «الحارة الجوانية» من باب توما.

وداد المحبوب رائدة علوم الفضاء د.علي حويلي

علــى الـــرغــم مـن صــــعــوبــة الانضمام إلى مراكز البحوث الفـضــائـــية وعـــلوم الفيــــزياء والرياضيات التطبيقية Applied Mathematics، وخصوصاً بالنسبة إلى النساء، فثمة من أصررن، مثل وداد المحبوب (أمريكية من أصل سوداني) على اقتحام تلك المواقع عن سابق تصور وتصميم. وتمكنت تلك المرأة ذات الأصول العربية الشرقية من النجاح وإثبات كفاءتها أكاديمياً وتفوقها تكنولوجياً، غير آبهة بالعقبات ولا التحديات. وصنعت خلال مسيرتها المهنية إنجازات رائدة، ساهمت في وضعها في الصفوف الأولى من المجتمع العلمي.

العلامة المجدِّد الشيخ عبدالله العلايلي د. محمد أمين فرشوخ

مقاربة الموضوع الديني اليوم، مطلوبة بإلحاح من قبل المتنوّرين، وليس من قبل الجهلة والمدّعين، والعلايلي من هؤلاء المتنورين، ونحن أحوج إليه اليوم من اليوم الذي كان فيه، رحمه الله. هو مفكّر ومناضل، جهوده، مواقفه، كتاباته... ترفض أشكال الظلم، لتؤسس ثقافة عربية إسلامية متجدّدة، فماذا في رؤيته الإصلاحية التجديدية لمفهوم الإسلام وتطبيقاته؟

في أدب العلايلي وفكره د. مصطفى علي الجوزو

في الناس أشخاص يطربونك بحديثهم ومحاضرتهم وخطاباتهم أكثر مما يقنعونك بكتابتهم، وهم في الوقت نفسه سريعو الهزة لما يسمعون من جميل الكلام، ومن هؤلاء الشيخ عبدالله العلايلي. كنت أسمع به سماعاً وأنا بعد طالب، وأول مرة رأيته فيها كانت سنة 1967، وذلك أنه كان عضواً في اللجنة المحكِّمة لمباراة الشعر في الجامعة اللبنانية التي أقيمت في قصر الأونيسكو ببيروت، والتي شاركت فيها. ومن عجب أنه كان يتسمّع شاعراً يلقي قصيدة بالعامية، فأعجبته كثيراً، فهبّ واقفاً يصفق ويضحك ويهتف، وقد وضع عمامته على مقعده، فلما عاد إلى الجلوس قعد عليها، ثم نهض عنها ليسويها ويعتمرها.

فاتن حمامة رحلة من الكلمات والصور محمود قاسم

محمود قاسم * مثلت رحلة فاتن حمامة (1931 - 2015) بين الكلمات والصور ثراءً كبيراً في الذاكرة الجمعية لعشاق الأدب والفن معاً، ولقراء الرواية ومشاهدي السينما على حد سواء، حتى لقبت الفنانة بسيدة الشاشة العربية، وهي التي أكسبت الشخصيات روحاً جديدة بفنها التعبيري، الذي صاحبها طفلة وشابة وسيدة ناضجة. في هذا الملف القصير، أقدم زاويتين لقراءة تلك الرحلة؛ في الأولى أرصد رحلة فاتن حمامة بشخصياتها من النص الأدبي إلى شاشة السينما، وفي الثانية أوثق لرجال في حياتها، أمام الشاشة، وخلفها.