العدد (610) - اصدار (9-2009)

عزيزي القارئ المحرر

ربما تتأكد لنا يوماً بعد يوم، الحقيقة القائلة إننا لا نؤرخ، ولكننا نقرأ التاريخ، فهذا هو التفسير الأنسب والأدق، إن لم يكن الأكمل والأجمل، لمحاولات البشر كتابة سير الحضارات الغابرة، والأحداث المؤثرة، والأعلام الآسرة. هذه القراءات المتعددة الأوجه، هي التي تجعل أحكامنا على ما نقرأه مختلفة، بين شهود عصر يتذكرونه، ومنقبين في الماضي ينبشونه، ويبقى لنا أن نقرأ ما نريدُ على أنه سرد تاريخ، أم أدب يتناول طرفا من الواقع

اللغة حياة.. النيابة الدلاليّة غير النيابة الإعرابيّة مصطفى الجوزو

ظللتُ أحسب أنّ مصطلحَي «نائب المفعول المطلق» و «نائب المفعول فيه» المتنازَع في صحّتهما، مختَرَعان لبنانيّان، من صنع بعض متوسّطي المعرفة النحويّة، حتى وقعتُ على قولٍ لِلّغويّ السوريّ سعيد الأفغانيّ في ما ومهما وأيّ، وهو: «إذا دلّت (...) على حدث أُعربت نائبة عن مفعول مطلق»، وذلك في باب «جزم المضارع»؛ والطريف أنّه لم يقل هذا في باب «المفعول المطلق»!

جمال العربية فاروق شوشة

منذ عشرين عامًا، أتيح لي أن أطّلع على المجموعة الشعرية (الكاملة) لغازي القصيبي، حاملة إهداءه الرقيق. كانت صورته الشعرية في مرآة نفسي قد تشكلت ملامحها الأولى من خلال قصائد متناثرة، تابعتها له هنا وهناك. لكن المواجهة بسبعة دواوين – مرة واحدة – كانت كفيلة بحملي حْملاً إلى تخوم عالمه، والاقتراب من أسرار بوْحه وأشجانه، والتأمل – طويلاً – في أعماق واحدة من أصفى التجارب الشعرية الكبرى في حياتنا الشعرية العربية المعاصرة، وأكثرها شفافية ونقاءً وعذوبة

المفكرة الثقافية.. تراجيديا عربية في نيويورك محمد بن سيف الرحبي

بعد دمشق وباريس وأمستردام وواشنطن، استمر في نيويورك - بروكلين، هذه المرة، العرض المسرحي «ريتشارد الثالث: مأساة عربية» (من 9 إلى 13 يونيو). المسرحية الشهيرة للإنجليزي وليم شكسبير، عرّبها وأخرجها الكويتي سليمان البسام، وتتكون فرقته المسرحية من مجموعة نجوم المسرح الكويتي والعربي، على رأسهم النجم جاسم النبهان والممثل السوري الكبير فايز قزق وكارول عبود وبشار عبدالله وأمل عمران ونايجل باريت ونقولا دانييل ومناضل داوود وريموند حسني ونادين جمعة وفيصل العميري

الأطفال «الذاتويون» دمجٌ لا إقصاء محمد المنسي قنديل

تذكرني واقعة مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربيني وإصابة زوجها معاوية في مدينة درسدن الألمانية، بمسرحية «القاعدة والاستثناء» للكاتب الألماني «برتولد برخت»، ولا اعتقد أن برخت قد تصور أن مسرحيته الرمزية يمكن أن تصبح واقعاً، وبرخت لمن لايعرفه هو شكسبير المسرح الألماني، وقد ابتدع أسلوبا مسرحيا يقوم على إلغاء الفاصل الوهمي بين الجمهور وخشبة المسرح، حتى يحدث نوعاً من التفاعل بين الممثل والمتفرج

عزيزي العربي علي عبيد

في العدد (607) يونيو 2009 من مجلتكم الغراء كان هناك مقال بعنوان «الفيس بوك» مكان افتراضي له زمنه الخاص. ولقد أعجبني الموضوع جداً خصوصاً أنه أصبح المتنفس الوحيد تقريباً لكل شباب الوطن العربي لإخراج كل ما في جعبته من مواهب وأفكار. هذا لأنه مهما وصل الحال بالصحف والمجلات لا تصل أبداً لمستخدمي الإنترنت والمواقع الإلكترونية التي أصبح لها صدى واسع جداً ليس على مستوى دولة واحدة بل العالم كله فما يحدث الآن تجده على الفيس بوك لحظتها وليس في اليوم التالي مثل الصحف

قالوا مجموعة من المؤلفات

لو كان المحتلّ قادراً على محو اللغة أو إلغائها، لكانت العربيّة نسياً منسيّاً منذ قرون، وها نحن الآن ننتدي لها، وتنساب من ألسنتنا رحيقاً وطيباً وموسيقى، لها ربٌّ يحميها، وكتابٌ يعليها، وأبناء سدنةٌ لها