العدد (677) - اصدار (4-2015)

التسامح والسلام د.عادل سالم العبد الجادر

«السلام» من أسماء الله الحُسنى، وتحية الإسلام، وأمل الإنسان في العيش الكريم... السلام أساس استمرار حياة الإنسان في أي مجتمع كان، فهو غاية يستقر بها الأمن والأمان، في كل زمان ومكان، لذا نادت به وأوجبته كل الشرائع والقوانين والأديان. إنّ السلام ليس فقط الأمن الذي يصاغ على شكل صلح مكتوب أو معاهدة بين طرفين أو أكثر، إنما هو إطار يتسع كثيراً عن ذلك ليشمل كل وجوه الحياة التي يعيشها الإنسان، أولها السلام مع الذات، ثم السلام مع الآخر.

على هامش ملتقى «العربي» الرابع عشر «ثقافة التسامح والسلام» د. عادل سالم العبدالجادر

إذا أردنا أن نعرف معنى أنْ كنا أو نكون «أمة وسطاً»، فلا بد لنا أولا من استيعاب المعنى، ومن ثم تحديد المفهوم، من أجل شرح الدلالة. عادة ما يكون «الوسط» مجالاً بين نقيضين: يمين ويسار، أمام وخلف، أعلى وأسفل، خير وشر، صواب وخطأ، صحيح وباطل، جميل وقبيح، حلال وحرام... وهكذا. فإذا كان «الوسط» زماناً أو مكاناً أو اسماً أو شكلاً أو صفة أو حالاً، فلا دلالة له في هذا السياق، الذي هو إرادة الله بأن جعلنا أمة وسطا، فالحقُّ أن يؤخذ الصواب كله والصحيح كله، ويُترك الخطأ والباطل كله، فمن الجهل أن نقف فوق برزخ بين النقيضين، ونقول إننا أمة وسط، فهذا لا شكّ في أنه خسران عظيم. أو أن نقول إنّ ما ندين به اعتقاد وسط بين معتقدات الأديان، أو عبادة أو شريعة وسطية، كيف ولماذا؟ إذن، فإنّ الأمر يقتضي منا تحديد ماهية «الوسط» أولاً، ربما بين شيئين غير متناقضين وغير متشابهين، وكلاهما خير إن أُعْمِل وشر إن أُهْمِل، فما هما؟