العدد (677) - اصدار (4-2015)

بولونيـا في التاريخ الحديث أحمد إبراهيم الفقيه

لعبت بولونيا في التاريخ الحديث دوراً مهماً أثر فيه وغيّر وجهه إلى مسارات أخرى، لا سيما في علم الفلك وفي اكتشاف الأورانيوم، وأخيراً حركة التضامن التي أدت إلى تطوير النظام الشيوعي وتحويل العالم إلى نظام القطب الواحد، الذي هيمن عليه العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة.

شيخ الأزهر محمد الخضر حسين سليمان الحزامي

نشأ الشيخ محمد الخضر حسين طالباً للعلم، فحفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم الدينية واللغوية على يد عدد من العلماء، منهم خاله الشيخ محمد المكي بن عزوز، الذي كان يرعاه ويهتم به. ولما بلغ الشيخ سن الثالثة عشرة انتقل إلى تونس ودرس في جامع الزيتونة، وهناك درس على يد خاله ودرس كذلك على يد مشايخ آخرين من أبرزهم الشيخ سالم بوحاجب، الذي كان من أعمدة الإصلاح في تونس، ودرس على يديه «صحيح البخاري».

عمر فاخوري ... رائد في المقالة الأدبية د. أحمد عُلَبي

في خريف عام 1913، والدنيا على وشك الانفجار مع الحرب الكونية الأولى، برقت ورعدت في إسطنبول، حين سقطت حكومة الائتلافيين وقبض على ناصية الحكم أعضاء جماعة «الاتحاد والترقي» ذوو الشراسة العثمانية، وهكذا أمطرت في بيروت والياً جديداً يتماشى مع الخط الصارم المتشدد. وكان عمر فاخوري، ابن الثامنة عشرة، قد جمع مقالاته التي نشرها في جريدة «المفيد» في كتاب دعاه «كيف ينهض العرب»، فهو، كما ينبئ عنوانه، مفعم بالكلام علىالقومية العربية التي ينبغي أن تكون العروة الوثقى لقومه إن أرادوا النهوض واعتناق التقدم سبيلاً لمستقبلهم. وجاء من يهمس في أذن الوالي الجديد، أبي بكر حازم بك، أنّ كتاب عمر فيه استهانة بالرابطة العثمانية ويدعو إلى الإصلاح، والحكم بات يعتبر هذا الإصلاح وتلك الاستهانة دساً وخيانة للدولة العليّة. واكفهرّ جو العائلة وخافت على ابنها شر المصير. فانعقد في بيت عمر لقاء عائلي قرّ فيه الرأي على التخلص من نسخ الكتاب. وفي عتمة ليل بيروت حمل طُنْبُرٌ، وهو عربة ذات عجلتين تجرها دابة، نسخ الكتاب إلى بيت قديم للعائلة وأُنزلت غرقى في بئره!

معن بن زائدة مثال الشجاعة والكرم عبدالله خلف

أبوالوليد‭ ‬معن‭ ‬بن‭ ‬زائدة‭... ‬كان‭ ‬جواداً‭ ‬شجاعاً‭ ‬جزل‭ ‬العطاء‭ ‬شاعراً‭. ‬كان‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬بني‭ ‬أمية‭ ‬متنقلاً‭ ‬في‭ ‬الولايات،‭ ‬ومنقطعاً‭ ‬إلى‭ ‬يزيد‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬هبيرة‭ ‬الغزاري‭ ‬أمير‭ ‬العراق،‭ ‬فلما‭ ‬انتقلت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬بني‭ ‬العباس‭ ‬وجرى‭ ‬بين‭ ‬أبي‭ ‬جعفر‭ ‬المنصور‭ ‬ويزيد‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬محاصرته‭ ‬بمدينة‭ ‬واسط،‭ ‬أبلى‭ ‬يومئذ‭ ‬معن‭ ‬مع‭ ‬يزيد‭ ‬بلاء‭ ‬حسناً،‭ ‬فلما‭ ‬قُتل‭ ‬يزيد‭ ‬خاف‭ ‬معن‭ ‬من‭ ‬المنصور‭ ‬فاستتر‭ ‬عنه‭ ‬مدة،‭ ‬فمن‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬حكاه‭ ‬مروان‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬حفصة‭ ‬الشاعر‭ ‬قال‭: ‬أخبرني‭ ‬معن‭ ‬بن‭ ‬زائدة،‭ ‬وهو‭ ‬يومئذ‭ ‬متولي‭ ‬بلاد‭ ‬اليمن،‭ ‬أن‭ ‬المنصور‭ ‬جدّ‭ ‬في‭ ‬طلبي‭ ‬وجعل‭ ‬لمن‭ ‬يحملني‭ ‬إليه‭ ‬مالاً‭ ‬كثيراً،‭ ‬قال‭: ‬فاضطررت‭ ‬لشدة‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أتعرض‭ ‬للشمس‭ ‬حتى‭ ‬لوّحت‭ ‬وجهي،‭ ‬وخففت‭ ‬عارضي‭ ‬ولبستُ‭ ‬جبة‭ ‬صوف،‭ ‬وركبت‭ ‬جملاً‭ ‬وخرجت‭ ‬متوجهاً‭ ‬إلى‭ ‬البادية‭ ‬لأقيم‭ ‬بها،‭ ‬ولما‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬أبواب‭ ‬بغداد،‭ ‬وكان‭ ‬يدعى‭ ‬‮«‬باب‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬فتبعني‭ ‬رجل‭ ‬أسود‭ ‬متقلداً‭ ‬سيفاً،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬غبت‭ ‬عن‭ ‬الحرس،‭ ‬التفت‭ ‬فقبض‭ ‬على‭ ‬خطام‭ ‬الجمل‭ ‬فأناخه،‭ ‬وقبض‭ ‬على‭ ‬يدي،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬ما‭ ‬بك؟‭ ‬قال‭: ‬أنت‭ ‬طلبة‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين‭. ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬ومَن‭ ‬أنا‭ ‬حتى‭ ‬يطلبني‭ ‬أمير‭ ‬المؤمنين؟‭ ‬فقال‭: ‬أنت‭ ‬معن‭ ‬بن‭ ‬زائدة،‭ ‬فقلت‭: ‬يا‭ ‬أخي‭ ‬اتق‭ ‬الله،‭ ‬وأين‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬معن‭ ‬بن‭ ‬زائدة‭?‬

حيزية... قصيدة شعبية من الجزائر مبروك دريدي

«حيزية»... هي قصة حبّ شهيرة في الجزائر، عرفها الناس وتداولوها من خلال قصيدة شعبية رائعة أبدعها الشاعر أحمد بن قيطون؛ الذي وشّاها في دفق سردي بشاعرية عذبة؛ فحكى من خلالها الإنسان كما قالته نفسه من أعماقها وإنسانيته التي بحجم الكون..أخذ بن قيطون متن نصه من واقعة في قومه، حيث أحبّ سعيد بلباي ابنة عمّه حيزية وهام في رحاب المرأة الكون..تزوجها وهي في ريعان شبابها وجمالها، وفي رحلة من سيدي خالد (ولاية بسكرة حالياً) إلى التّل (ولاية سطيف حالياً) من أجل الماء والكلأ في ما يعرف برحلة العشّابة، توفيت حيزية بعد مرض قصير وفقد سعيد جاذبية الحياة وهام على وجهه يبكي لوعته ويقطّع أنفاسه في فقدها... عاشت حيزية الهلالية في قومها الذواودة من 1853 إلى 1878. وما كاد القرن التاسع عشر يتم حتى انتشرت قصتها وحرقة سعيد حبيبها في كل ربوع الجزائر وبلاد المغرب عموما، وذلك بفضل النص الرائع للشاعر أحمد بن قيطون، حتى قيل إن الذي أحبّ حيزية هو ابن قيطون نفسه... في النّص زوايا كثيرة للبحث والمقاربة.. وقراءتي هذه واحدة من كثير.

اليابان القديمة د. عادل سالم العبدالجادر

«اليابان»، كلمة مُحرَّفة عند أهل الملايو تعني «الجُزُر»: «يابون» أو «يابونج». وهي لفظ الكلمة نفسه تقريباً عند الصينيين: جَب – بَن، بمعنى المكان الذي تشرق منه الشمس. هذا هو أصل تسمية اليابان أو «Japan». وتمدنا الأساطير اليابانية بقصة نشأة الخليقة في معتقداتهم، حين اختارت الآلهةُ الإلهَ إيزانجي والإلهة إيزانامي، وهما أخ وأخته، ليبدآ خَلْق اليابان. فوقفا على جسر السماء العائم، وألقيا رمحاً في البحر، تناثرت إثر غوصه في الماء قطرات مقدسة، شكَّلَت جُزر اليابان. كان لابدّ أن يتزوج إيزانجي من أخته إيزانامي، لتستمر سلسلة الخَلْق، وعندما كان ذلك أنجبا «أماتيراسو»، فكانت إلهة الشمس، التي نشأت من حفيدها «ننجي» سلالة مقدسة استمرت حتى يومنا هذا، يمثلها أباطرة اليابان «أبناء الشمس».