العدد (678) - اصدار (5-2015)

«أنور العطار» في رباعياته وظلال أيامه فاروق شوشة

بين عاميْ 1913 و1972 ولد وعاش الشاعر السوري الكبير أنور العطار، أحد الأصوات الشعرية البارزة في سورية من أبناء جيله الذي يضمّ بدوي الجبل وعمر أبوريشة. وإن كان لم تُتح له شهرتهما ودوران شعرهما على الألسنة والأقلام، بسبب طبيعته الانعزالية وابتعاده عن المشاركة في صخب الحياة والناس، مكتفيًا بنشر قصائده في العديد من المجلات الأدبية، وفي مقدمتها مجلة «الرسالة» التي كان يصدرها الأديب الكبير أحمد حسن الزيات.

نَسرٌ هو الشعرُ منير خلف

إنّي أراهُ يُفلّـي غَيْــــــــمَ وَحْشَــتِهِ ويرتقي ذروةَ المعنــــى بريشَتِـــهِ نَسْرٌ فريسَتُهُ: «الرُّؤيا».. يُطاردُها بمِخلبٍ عبقريٍّ من بصيرتِـــــــــهِ

أمطري حيثُ شئْـتِ حسن الأمراني

طال دربي... والرِّيحُ فيــه عويــلُ أطريق العـــشَّــــاق دوماً يطــولُ؟ تنقضي دونــنا الــــــــــدُّهـــــــــــــــــورُ وإنّــي حَــزَنٌ دائـمٌ وقـــلْـــــبٌ عليــلُ (كلـــــّمـــــا رحّـــــــــــبتْ بنـا الرَّوْضُ قلــنا: حَـلـبٌ قصْــــدُنا)... فكــيف السّــبيـــلُ؟

الواقعية النقدية وإشكالية التغيير د. أمينة التيتون

تعتبر الواقعية النقدية Critical Realism حركة في الفلسفة وفي العلوم الاجتماعية، أسسها روي باسكار Roy Bahskar، وهو فيلسوف بريطاني وأستاذ في معهد التربية بجامعة لندن من مواليد عام 1944 لأب هندي وأم إنجليزية، وذلك في ما بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وكانت في الأصل مذهباً واقعياً متعالياً Transcendental Realism قدمه باسكار في كتابه «النظرية الواقعية للعلوم» عام 1975 كفلسفة للعلوم الطبيعية، في موقف مناهض للتجريبية والوضعية التي كانت ومازالت مسيطرة على العلوم الطبيعية؛ ومذهباً طبيعياً نقدياً Critical Naturalism كفلسفة للعلوم الاجتماعية شرحها في كتاب له صدر عام 1979؛ وكان ذلك بمنزلة النقد لمذهب ما بعد البنائية Post-Structuralism الذي يرى العالم عبر نظريات، فتكون المعرفة قابلة للخطأ؛ ثم جمع المذهبين في فلسفة مشتركة هي الواقعية النقدية.

حداثةُ القصيدة العربية... إلى أين؟ محمد صابر عبيد

تشكّلُ تمظهرات رؤيا الحداثة ونموذج شكلها وأسلوبها في القصيدة العربية الجديدة موقفاً جديداً من العالم والأشياء، وتتكشّف عن إمكانات هائلة في غناها وخصبها وتنوّعها، تفتح سبلاً ومسارات متعدّدة للإسهام في مضاعفة وعي الإنسان وتصعيد حسّه الجماليّ وشعرنة وجوده، على نحو ينعكس على فعل القصيدة وجوهرها وتحدياتها الجماليّة. والرؤيا في مفهومها التشكيليّ الخاصّ بمقاربة القصيدة العربية الجديدة هي رؤيا واسعة وشاملة وحاوية بصورة مكثّفة ومعمّقة وتفاصيليّة، على النحو الذي يصبح فيه مفهوم الرؤيا في هذا السياق إشكاليّاً مشتغلاً، خصوصاً في حقل الوسائل والأهداف معاً.

نشر العلوم وتبسيط مصطلحاتها... تثقيف أم تحريف؟ محمد أنيس مورو

إن مهمة تبسيط العلوم هي تمكين المثقف العادي من فهم المعارف العلمية من خلال استخدام لغة يفهمها، الأمر الذي يعني أن الانغلاق الذي عليه الجماعة العلمية يمكن اختراقه وتأمين التواصل بين المختصين وغير المختصين. ولكننا نتساءل في هذا الصدد، إذا كان التواصل ممكناً بين الشخص العادي والمختصين، فبأي ثمن؟ هل ستضيع بعض المعلومات في ثنايا تلك العملية التواصلية؟ وهل العامة الذين يطّلعون على نصوص التبسيط العلمي يتحقق لهم بذلك الاطلاع على العلوم أم على جانب منها؟ وهل المصطلحات المستعمَلة في هذا النوع من النصوص تحافظ على دلالاتها الأصلية أم تصبح حاملة لدلالات مختلفة؟ وهل تنقل نصوص التبسيط العلمي حقيقة واحدة أم مجموعة حقائق عن الشيء الواحد؟

ما قــاله الحـمَّال عبدالناصر عيسوي

مَنْ يحملُ هَمِّي الآنَ.. سِوَايْ! ظَهْرِي مَفْقُودٌ منذ عُقودْ وعمودِي الفِقَرِيُّ.. تَخَطَّى مرحلةَ الوَصْفِ.. فكيف يُقالُ عمودْ؟! بل هو كالعُودِ المائلِ من كثرة أحمالي.. فكأني أبحثُ في أعماق الأرضْ عن آمالي ومآلي

الـكـرســي محمد رياض العشيري

لم أبلغ هذا المكان اليوم بسهولة. جئت في صحبة آخرين، بيد أني عوملت بطريقة خاصة، فيها قسط كبير من الرفق. أتراهم يعرفون عدد السنين التي تركت آثارها على ظهري؟ أم أن ملامحي، وقسماتي، وتلك البقع الصغيرة التي ترقط جلدي تفضح سري وتبوح بعمري؟ مهما يكن انطباع الآخرين عني، فإنني أشعر اليوم بوهن. وأخشى ألا أستطيع بعد ذلك المشاركة في مثل تلك الأمسيات.