العدد (678) - اصدار (5-2015)

العزف بالكاميرا عند عاطف الطيب د. علاء الجابري

تكاد تسمع صوت السينما المصرية تنادي أسماء بعينها مع كل موجة غريبة عليها، يحكمها إحساس الفقد لبعض «الطيبين» الذين غازلوا الجمال الكامن تحت سطح يغلي، وجعلوا الهم الإنساني مصدر بهجة، وأجابوا عن دورها في تنوير الناس بجوهر الأزمة، بعيداً عن عرضها الظاهر. خيال الفن أكبر من كل الحقائق... هكذا تدشن حرية التناول عند عاطف الطيب الذي رحل سريعاً (1947-1995)، فكان كأنه يطارد هاجس الرحيل، أو يقدّر أن أفلامه ستكون علامة على فترة كاملة بتغيراتها المتزاحمة، فأخرج في فترة قصيرة 21 فيلماً، وشارك مساعد مخرج في 5 أفلام... عدد قليل بمقياس الكم، ولكن حضور الموهبة فيه واضح جداً، حتى قال صلاح أبوسيف، ولو على سبيل التواضع، إنه أحس بحالة من الغيرة الفنية بعد مشاهدة أفلام عاطف الطيب، فهل اجتاحته الغيرة الفنية مع: «سواق الأتوبيس»، و«الحب فوق هضبة الهرم»، و«البريء» (اختيرت الأفلام الثلاثة هذه ضمن أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية)، أو زادت مع أفلام: «الهروب»، و«كتيبة الإعدام»، و«ضد الحكومة» و«قلب الليل» و«ليلة ساخنة»، وبالطبع «ناجي العلي» ؟

توظيف الحلم في الفانتازيا رياض حمادي

يُستثمر الحلم على نحو واسع في المحكي الفانتازي, ويتجلى الإبداع في القدرة على المزاوجة بين الحلم والصحو، ويتم ذلك على أحسن وجه من خلال الفانتازيا. فحين يكون هناك معنى لا يمكن التعبير عنه مباشرة تتدخل الفانتازيا لتطيح بالواقع وتمرر ما لا يمكن أن يستوعبه العقل. والحلم هو التقنية السائدة في كثير من الأعمال الإبداعية, سواء في مجال الأدب أو السينما؛ حيث تسمح تقنية السينما بدمج الحلم والواقع بسهولة, في حين تصبح هذه المهمة أصعب في فن الكتابة.

امرأةٌ فـي الـبَــيَـاض علي عبدالله خليفة

جـاءَني‭ ‬في‭ ‬الـمَـنام خيالُ‭ ‬امرأةٍ‭ ‬في‭ ‬البياضِ‭!‬ تكللَ‭ ‬ورداً،‭ ‬وأسْدلَ‭ ‬منْ‭ ‬جانبيهِ‭ ‬غـمَام‭...‬ خيالُ‭ ‬امرأةٍ‭ ‬في‭ ‬البياضِ‭!‬ كأنـّي‭ ‬الـتـقـيتُ‭ ‬بها‭ ‬مَـرةً‭ ‬في‭ ‬قـَـديـم‭ ‬الــزّحـام‭...‬ خـيالُ‭ ‬امرأةٍ‭ ‬في‭ ‬البياضْ‭!‬ بانَ‭ ‬بـيـنَ‭ ‬يـديـها‭ ‬إنـاءٌ أشارتْ‭ ‬إليّ‭: ‬تـعـال، خـُـذ‭ ‬الكأسَ،‭ ‬هـذا‭ ‬حليبٌ‭ ‬مُـصفـّى أتـيـتُ‭ ‬بـهِ‭ ‬منْ‭ ‬ضُـرُوع‭ ‬الغـزال وجـئـْـتُ‭ ‬إلـيـكَ‭ ‬بـخـُــبْــزٍ‭ ‬سَـخـيـن وتمرٍ‭ ‬عزيزٍ‭ ‬تجودُ‭ ‬بهِ‭ ‬طـيّـبـاتُ‭ ‬الـنـّـخـيـل‭.‬