العدد (678) - اصدار (5-2015)

قرطاج د. عادل سالم العبدالجادر

عندما تتصفح «الإنياذة» التي صاغها فيرجيل شعرا قبيل وفاته عام 19 ق. م.، لا ترى فيها إلا ذلك العبق الأدبي الذي يمزج الحقيقة التاريخية بالخيال والأسطورة، وهو الأسلوب نفسه، الذي صيغت به «الإلياذة» و«الأوديسة» على يد الشاعر اليوناني الشهير هوميروس. «الإنياذة» عبارة عن قصة المحارب إينياس الإغريقي، الذي ترك طروادة بعد المذابح التي جرت فيها بين إسبرطة واليونان، وساح في الأرض حتى وصل إلى إيطاليا، فاستوطن هناك إلى أن وافته المنيّة. وتشاء الأقدار أن يأتي من صُلبه مَن يبني مدينة روما، مجد الإمبراطورية الرومانية وعاصمتها.

التراث الهندي والثقافة العربية د. عادل زيتون

حظي التراثُ الهندي بمكانة كبيرة في تاريخ الثقافة العربية، حيث شكّل رافداًً من روافدها العلمية والأدبية، ولكن ينبغي أن نؤكد أن المؤثر الخارجي - مهما كان قوياً - لا يمكن له أن يُسهم في بناء حضارة أي شعب ما لم يكن هذا الشعب يملك من القدرات العقلية والمادية، التي تمكنه من استيعاب الثقافات الأخرى وتجاوزها إلى مرحلة الخلق والإبداع. ويستهدفُ هذا المقال إلقاء الضوء على أثر التراث الهندي في بعض جوانب الثقافة العربية.

تراث ليبيا الحضاري.. ضحيّة للنهب والتدمير ريتا عوض

لا يعرف سوى عدد قليل من غير المختصين بعلم الآثار ما تتمتع به أرض ليبيا من كنوز أثرية ومعالم معمارية بديعة وتراث ثقافي وحضاري عريق في القِدم وثري في تنوّعه. فلم تكن دولة الاستقلال الحديثة في ليبيا التي يعود تأسيسها إلى أوائل منتصف القرن العشرين تولي ذلك التراث العظيم ما يستحق من اهتمام من ناحية، ولم تكن السياحة، خاصة الثقافية منها، من أولويات سياستها الاقتصادية والاجتماعية من ناحية ثانية، فكانت معرفة ما تضمّه الأرض الليبية الشاسعة الأرجاء من آثار الحضارات العديدة والعظيمة التي مرّت عليها مقتصرة بصورة عامة على علماء الآثار ودارسيها، خاصة الغربيين منهم، وظلت غائبة عن عامة الناس حتى أبناء الوطن العربي.

محمد عيتاني... الرواية الأجمل لبيروت العتيقة أحمد علبي

يكتب الصديق محمد عيتاني إليّ في عام 1952، خلال إحدى رسائله: وأعترف أن كتب «الاشتراكية» و«الفوضوية» و«الوجودية» و«كارل ماركس» و«قصص مختارة من الأدب الهندي»...إلخ، ومنها ما سلّمته للمطبعة فعلاً، ومنها ما تراه في دفاتري ومسوّداتي، وكثير من المشاريع التأليفية، المترجمة والموضوعة... أعترف بأنها كلها مبادئ أولية لا أكتبها بدافع التعميق، أو إعطاء النظريات، أو بدافع مزاج قد يختلف كثيراً عن نوعها وطريقة تناولها، بل هي كتب وُضعت لتنفع الناس. إذا نفعت، وإذا كان للكلمة قيمة في هذه الأرض التي كانت خاملة أجيالاً.

عادل كاظم وفن تشكيل النص المسرحي د. عقيل مهدي يوسف

حين تتنوّع اتجاهات الإخراج، وتتباين أطروحاتها، وتتناقض، فإنها لابدّ أن ترجع إلى نصوص إخراجية، يكون أساسها، في الغالب، الدراما المكتوبة، إن لم نقل «سيناريو» يمهّد، في «مخططه»، إلى طبيعة العرض المسرحي المرتقب.