العدد (679) - اصدار (6-2015)

سعيد عقل.. خلاصة الشعرية اللبنانية فاروق شوشة

عن مائة عام واثنين، كان رحيل أكبر شعراء لبنان والعربية في النصف الثاني من القرن العشرين، وفي الأعوام التي تقضّت من القرن الحادي والعشرين. وقد امتد به الأجل منذ كان معاصراً لإلياس أبو شبكة، والأخطل الصغير (بشارة الخوري) وأمين نخلة، وصلاح لبكي وغيرهم، وصولاً إلى تخوم الشعرية اللبنانية المعاصرة المتمثلة في جوزيف حرب، ومحمد علي شمس الدين، وشوقي بزيع وأضرابهم. وظل طوال هذا المدى الشاعر المثير للزلازل والبراكين، الذي يختلف عليه الناس، ويبلغون معه أقصى درجات الاختلاف، رضاً أو سخطاً، عشقاً أو كراهية.

عن روايات القمع د. جابر عصفور

دعتني جامعة هارﭬارد إلى العمل فيها أستاذاً زائراً للأدب العربي الحديث سنة 1995. وتركت لي حرية اختيار الموضوع الذي أناقشه مع الطلاب المهتمين بالأدب العربي الحديث، وأغلبهم من طلاب الدراسات العليا، فاخترت موضوع التحديث والحداثة، لأني كنت أظن - ولا أزال - أن عمليات التحديث المادي التي شهدها العالم العربي لم تثمر من الحداثة ما يتناسب معها. وكنت أرى– ولا أزال– أن التحديث الذي هو عملية تغييرات مادية في المجتمع لابد أن يثمر حداثة فكرية على كل المستويات، وأن كل حداثة فكرية أو ثقافية يحققها المجتمع هي سبب ونتيجة، نتيجة لعملية تحديث مادية سابقة عليها، وسبب لفعل حداثة فكرية وإبداعية لابد أن تلحق بها وتترتب عليها.

سَلِمْتِ فاضل خلف

سلمتِ للأحبابِ والحُبِّ سلمتِ يا أغرودةَ الصَّبِّ سلمتِ يا زنبقةَ المنحنَى ونبتةَ العطرِ على الدربِ

تبادلية الهامش والمركز ما بين الاجتماعي والروائي في رواية طالب الرفاعي منير عتيبة

يواصل الكاتب الكويتي طالب الرفاعي الحفر عميقاً في أسس بنية العلاقات الاجتماعية في المجتمع الكويتي من خلال «التيمة» الأثيرة لديه، العلاقة بين الرجل والمرأة، وهو الموضوع الذي تناوله بأشكال مختلفة في أعمال روائية وقصصية سابقة، فما الذي تضيفه روايته الجديدة «في الهُنا» الصادرة في نوفمبر 2014، عن كل من دار الشروق القاهرية ودار بلاتينيوم الكويتية؟ الاستخدام المختلف للمكان، وتعدد الأصوات الروائية بشكل جديد في إطار فكرة الهامش والمركز ما بين الروائي والاجتماعي، هما ما تطمح هذه القراءة لإلقاء الــــضـوء علـيــهـما، لأنهما يمنحان تميز هذه الرواية، ويحققان رسالتها الأساسية أيضاً.

في أقنعة «ألف ليلة وليلة» د. فوزي الزمرلي

تعتبر حكايات «ألف ليلة وليلة» من أهمّ عيون الأدب الشعبيّ التي أثّرت في نصوص أدبيّة مختلفة طوال قرون، وتسرّبت إلى الفنون الجميلة فحقّقت بفضل ذلك شهرة عالميّة حملت دارسيها على اعتبارها من أبرز الحكايات ذات الإطار في الآداب العربيّة والغربيّة.

الحكاية الخرافية والأدب الألماني د. طلال عبداللطيف الجسار

تُعرَّف الحكاية الخرافية في البداية بأنها نوع من أنواع الأدب الروائي الذي يشمل أنواعاً متعددة من السرد، كالحكاية الشعبية، أو المرحة، أو الساخرة، فالحكاية الخرافية حكاية سردية، تروي وقائع عجيبة من عالم الخيال أو من عوالم غرائبية، في زمن غير معروف، وغالباً لمؤلف مجهول، وبالتالي يكون أبطالها خياليين، وهم إما رجال أو حيوانات أو مخلوقات غير مألوفة، ولهذا تقوم الحكاية الخرافية، سواء الشرقية أو الغربية، على شكل قصصي معين، يوصف بأنه ذو طابع عالمي، انطلاقاً من صيغة بناء الفعل للمجهول أو المفعول (يُحكى)، أو التعميم المطلق (كان في ما كان)، (كان هناك)، (ذات يوم)، (في يوم ما)، وبالتالي فجميع أحداثها لا تعتمد لا على زمن ولا على مكان مُعَيَّن، وإنما تقع مسؤولية ما سيحكى من أفعال مدهشة على الماضي، كذلك هي بلا توثيق لمصدر الحكاية، فالغموض يُخفي الحكاية الخرافية من جميع النواحي، فإذا قرأت على سبيل المثال حكاية «سندريلا»، فلن تحظى بمعرفة المدينة التي وُلدت فيها، ولا بمعرفة الأمير الذي تزوجها.

نحل الشعر ووضعه.. مصدر هام لجيّده ورديئه مصطفى الجوزو

يعتقد بعض أهل الأدب أن الشعر الجاهلي هو أجمل الشعر العربي، ولعل هذا مما يرضي أمثالي من المتخصصين في أدب العصر الجاهلي وحضارته، لكنه لا يرضي حذر العالِم فيهم، الذي يتحاشى التعميم ويطلب البرهان، ويؤكد أن تفضيل شعر على شعر يقتضي دراسة دقيقة، فضلاً عن أن التفضيل بحد ذاته غير علمي لأنه يخضع، بلا شك، للذوق الفردي، والذوق إحساس ذاتي لا يمكن أن يتخذ مقياساً ولا معياراً، بيد أن ما يمكن قوله هو أن في الشعر الجاهلي غثّاً وسميناً، وأن من السمين ما هو، في رأينا، رائع جداً، يعد في الدرجة العليا من الشعر، ولاسيما تلك القصائد التي وصفت بالمعلّقات.

علـى مائـدة سيبويـــــه محمد عبد الشافي القوصي

لمْ يتجاوز طـه حسين الحقيقة، عندما غلَّظ القول فيمن يتساهل في شأن اللغة، فقال: «إنَّ المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم؛ ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بلْ في رجولتهم نقص كبير، ومهين أيضاً». وكان العقَّــــاد محقاً، عندما قال في كتابه «اللغة الشاعرة»: «من واجب القارئ العربي إلى جانب غيرته على لغته، أن يذكر أنه لا يُطالِب بحماية لسانه فحسب، ولكنه يطالِب بحماية العالم من خسارة فادحة تصيبه، بما يصيب هذه الأداة العالمية من أدوات المنطق الإنساني، بعد أنْ بلغت مبلغها الرفيع من التطور والكمال. وإنَّ بيت القصيد هنا أعظم من القصيد كله، لأنَّ السهم في هذه الرمية يسدَّد إلى القلب ولا يقف عند الفم واللسان، وما ينطق به في كلام منظوم أو منثور».

زامر رقدالين الأشمط فريد أبو سرايا

حل شهر فبراير على بلدة رقدالين الوادعة فأصيبت جرذانها بسعار غريب، فهاجت وماجت وعاثت في البلدة فساداً... اعتدت على مخازن الحبوب والمطاعم. وطالت أسنانها فاضطرت إلى أن تحتها بأي وسيلة كانت فقرضت كل ما طالته بها، بدأت بقرض الكتب في المكتبات والمتاحف، ثم أرشيف الدواوين الحكومية، وفي النهاية قرضت شعر شفشوف. لقد شكلت الأسنان سلاحاً رهيباً في أفواه الجرذان.