العدد (679) - اصدار (6-2015)

المقاهي الأدبية في باريس عاطف محمد عبدالمجيد

ثمة نوع من الكتب، يقدم لك ما لا يقدّمه سواه في هذا العالم، إنه يطير بك، ثم يحط في أماكن لم ولن تطأها قدماك، ولا حتى في الأحلام. إنها كتب تأخذك، وأنت في تمام رضاك، إلى أماكن شتى، وأنت لا تزال في موضعك، من دون أن تجهد نفسك لا في سفر ولا في انتقال، موفرة لك كثيراً من الأموال والأوقات. من هذه الكتب كتاب «المقاهي الأدبية في باريس... حكايات وتاريخ»، لمؤلفته هدى الزين، الذي صدر حديثاً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. الكتاب يكاد يكون موسوعة تضم المقاهي الفرنسية، خاصة الباريسية منها، متحدثةً عن تاريخها وموقعها ومَن مِن المشاهير كان يرتادها.

القيادة التحويلية والإبداع الإداري د.أشرف صالح محمد سيد

يمر العالم منذ فجر الألفية الثالثة بمرحلة تحول من عصر المعلومات إلى عصر المعرفة الذي أحدث أثراً عميقاً على البيئة التكنولوجية والمعلوماتية للمنظمات. وقد أوجدت العولمة تحديات كبرى لمنظمات الأعمال، ممثلة في إنشاء «منظمة التجارة العالمية» (WTO) كإحدى أهم المنظمات العالمية في تاريخ العالم الحديث، التي تسعى إلى تحرير كل أوجه التبادل السلعي والخدمي في العالم من جميع القيود الجمركية وغيرها، وسطوة الشركات العملاقة المتعددة الجنسيات – التي تتجاوز ميزانيات بعضها الدخل القومي للكثير من الدول – في عالم مفتوح الفضاءات والحدود، تتدفق فيه المعلومات والثقافات والسلع والخِدْمَات والاستثمارات والأموال والخبرات والتكنولوجيا من دون حواجز بين الدول بفعل اتفاقيات تحرير التجارة.

«محاكمة برودسكي» شوقي بزيع

لم يكن الإجحاف والعسف اللذان لحقا بالشاعر الروسي الشهير جوزف برودسكي سوى تعبير فاقع عن ضيق السلطة الحاكمة في بلاده، كما ضيق الأيديولوجيا الشمولية التي تعتنقها، بكل كاتب أو فنان يخرج على القواعد الصارمة التي وضعتها الستالينية - الجدانوفية للكتابة والفن بأشكـــالهــمــا المخـتـلـفة. صحيح أن الحكام الذين ورثوا ستالين قد وعدوا شعوبهم الرازحة تحت وطأة القهر والرعب الدموي بالتخلص من التركة الثقيلة للحقبة الستالينية التي حوّلت روسيا وجوارها إلى ساحة آهلة بالقيود والمحرّمات والامتثال القطيعي والمجازر المروعة، ولكن الصحيح أيضاً أن سوسة الفساد كانت تضرب النظام برمته، وأن مساحة الحرية التي اتسعت قليلاً لم تكن تضيق بأصوات الاعتراض السياسي والمفهــــومي علـــى واقـــع البلاد القاتــــم، بل إن القبضة ظلت محكمة حول رغبة بعض المبدعين في الاستقالة من التوصيفات الجاهزة للكتابة الدعوية المدججة بالطاعة وامتداح السلطة وإشاعة روح التفاؤل القسري، حتى ولو لم تكن هـــناك مســـوغات معقولة لهذا التفاؤل.