العدد (682) - اصدار (9-2015)

قاسم حداد وديوانه الاستثنائي «طرفة بن الوردة» فاروق شوشة

هو ذروة الشعر في مملكة البحرين، يتسنّمها عن أصالة واقتدار، ونحتٍ دائمٍ في الضوء... الشاعر الكبير قاسم حداد. وعلى مدار رحلة شعرية، طويلة وصعبة، كانت قامته الشعرية الباذخة، تسمو وتتصاعد، ناشرة ظلها على مساحات واسعة من الفضاء الشعري العربي المعاصر، وهو يسعى - بدأب وجهد خارق - إلى تحقيق نموذج فذ، متفرد، للرصانة والتجريب والمغايرة والاكتمال.

التمثيل الشعري د. جابر عصفور

يقع التمثيل في البلاغة العربية القديمة مـا بين التشبيه والاستعارة في البيان، ولذلك عرّفه قدامة بن جعفر في كتابه «نقد الشعر» بأنه إرادة الشاعر لمعنى، فيضع كلاماً يدل على معنى آخر، وذلك المعنى الآخر منبئ عما أراد أن يشير إليه. ولذلك وصل أبو هلال العسكري والباقلاني وابن رشيق التمثيل بالاستعارة، وجعلوه ضرباً منها، بينما اقترن التمثيل عند عبدالقاهر الجرجاني والسكاكي والقزويني وغيرهم بما أسموه «التشبيه التمثيلي». والمسافة بين التشبيه والاستعارة ليست كبيرة، فالأصل في الاستعارة التشبيه الذي يؤدي معنى المماثلة بدوره، وذلك لا يبعد كثيراً عن معنى المثل أو ضرب المثل. ويقترن الأخير، في القرآن الكريم، بحكاية مجازية أو حقيقية، يرويها النص القرآني تدليلاً على معنى أو معانٍ مقصودة.

الجوائز الأدبيّة العربيّة ومنطق الغنيمة د. شكري المبخوت

تبرز من بعض الكتابات عن الجوائز العربيّة، خصوصا في الصحف، استعارتان أساسيّتان هما المواجهة والمؤامرة. فلا عجب إذا قرأنا حديثاً عن «محنة الجائزة» و«صيادي الجوائز» و«لعبة الصفقات والحسابات وتقديم الأضحيات» وعن «الاصطفافات التي صَنعت خنادق وجماعات تعرف كيف هي طرق الحرير المفتوحة إلى ميثولوجيا الجائزة» وعن «شروط ضاغطة» و«ضغوط قهرية» وعن أدباء «غير مثيرين للشغب» و«روح المغامرة والمواجهة» وعن «كراهية لا تعزّز شرعية الأهلية للحق في الحكم الثقافي»، وعن أسماء «أبويّة حكوميّة» مقابل «اللاحكوميّين» و«أزمات معقدة» و«معاداة هذا الطرف وذاك».

اللغة العربية في غرب إفريقيا «النيجر نموذجاً» د. علي يعقوب

إن دخول اللغة العربية إلى غرب إفريقيا عامة، والنيجر خاصة، قد واكب انتشار الإسلام في المنطقة، وإن كانت هناك إشارات إلى وجودها قبل الإسلام، وذلك في المراكز التجارية. ولكن لم يكن لها اعتبار قبل الإسلام، لأن الإسلام واللغة العربية متلازمان، فحيثما حلّ حلت اللغة العربية معه، ولا يكاد الإسلام يستقر في مدينة أو قرية حتى يفتح الدعاة أو التجار – خصوصاً مَن يجمعون بين الدعوة والتجارة - مدرسة لتعليم القرآن الكريم، ومبادئ الدين، واللغة العربية التي لا يُفهم الإسلام فهماً صحيحاً من دونها.