العدد (682) - اصدار (9-2015)
إنّ الحديث عن مصطلح ما، أو ظاهرة معيّنة يدفعنا، عادة، إلى التّعريف بها لغويّاً واصطلاحيّاً قبل التّطرّق إلى إشكاليّاتنا وفرضيّاتنا ندرسها ونتمحّص صحّتها من خطئها... ولعلّ هذه الخطوة تحديداً هي التي برّرت كتابتنا لهذه المقالة، نظراً لحجم الصّعوبات التي تعترضنا إذا ما رمنا تقديم تعريف واضح للإيقاع. إذ هو ذلك الشّيء الذي لطالما عزفنا عن دراسته، و«لم يضِرْنا جهلنا بحقيقته، لأنّنا لم ندركه بالفكر وإنّما أدركناه بالحساسيّة والحدس». فغاب تعريفه المانع عن دراساتنا وأدبيّاتنا وبقي إلى يوم النّاس هذا واحداً من المفاهيم التي نستعملها على الإجمال. غير أننا لا ننتقل إلى التعريف والضّبط العلمي حتّى نجد تراث هذا المفهوم وأدبيّاته تأبى الانصياع لأي تعريف مانع.
الخط ثمرات أقلام المبدعين على مر العصور... ساهم فيه أبناء العالم الإسلامي، فكان ترجمان الإبداع الفنّي، وفيضاً من عبقريات شتّى تصب في خدمة لغة القرآن الكريم... تلك اللغة المباركة التي نقلت «العربية» إلى آفاق إنسانيّة رحبة واسعة، وجعلت الحضارة تفيض بألق الإبداع، وتنهل منه لتغنيه وترقى به، وتنهج في الحضارة منهجاً أغنى وأسمى وأنبل.
أكان هنري روسـو Henri Rousseau فناناً فطرياً أم طفلاً متمرداً؟ أكان تلقائياً أم صاحب قدرة عجيبة على رسم الحياة عن قصديةِ وعي سريالي عميق منح لوحاته بعداً أكثر وضوحاً وأكثر تأثراً بالأشياء، لنكتشف معه المتعة البصرية التي تزودنا بها الطبيعة في لوحة فنية خالصة؟ هذه اللوحة التي تكرس للطبيعة وتنهل منها بصبغة ألوان حادة وصارمة، اختلفت بلا شك عن آليات الفن التشكيلي الحديث وتصنيفاته، ولا شك أيضاً في أنها أثرت في جوهر الحداثة وروحها، وظلت وفيةً لعالمها الفني التقليدي الساذج، وسحرها الطفولي الصاخب، الذي يعبر عادةً عما يضج بالحركة والسكون معاً.
لم تكن موهبة أورسون ويلز تقف عند حدود، استخدم الإذاعة كعنصر للدراما وأثار ذعر المستمعين، وأعاد تجسيد شكسبير على المسرح بروحية جديدة، وصنع من المواطن كين تحفة سينمائية، وأضفى على كل مجال لمسة من عبقريته الخاصة.