العدد (683) - اصدار (10-2015)

القراءة الطباقية لإدوارد سعيد... نحو تفسير جديد لنشأة الرواية د. عادل القريب

لا مشاحة في كون إدوارد سعيد، من أبرز المفكرين الذين عرفهم القرن العشرون، بل أحد الذين أحدثوا جدلاً كبيراً في الأوساط الثقافية والــــنقديـــــــة، وكــــانت لإسهاماته تــــأثــــــيرات كــبيرة في خلق عــــــديد مــــــــــن التصورات والـــــــــرؤى، لــــعل أبــــــرزها إسهــــامه الفعَّال في تطور الدراسات الثقافية من جهة، وعمله على خلق اتجاه قائم بذاته فيها، هو النقد ما بعد الكولونيالي، الذي يعتبر رائده الأول من جهة ثانية.

إدوارد سعيد... المثقف المنفي عن البلاد والعباد د. موريس أبوناضر

كلما صدرت مقالة، أوبحث، أو كتاب عن إدوارد سعيد، تكشّفت شخصية هذا الكاتب الفلسطيني المميّز، وتوضّحت أعماله الفكرية والسياسية، ففي الكتاب الذي أصدرته حديثاً دار كنعان في دمشق بعنوان «إدوارد سعيد... الإسلام والغرب»، جملة أبحاث تذكّر قرّاء سعيد بمشروعه النقدي، الذي يتلخّص في تفكيك الفكر الغربي، ونقد خطابه الاستشراقي، الذي اخترع الآخر الشرقي والعربي المسلم، وتلفت انتباههم إلى أثر المنفى في كتابات سعيد. أثر قلما تناوله الباحثون، صحيح أن سعيد، تميّز بأكاديمية عالية المرتبة، وبراعة في محاورة أصدقائه ومجادلة أعدائه، ولكنه كان إنساناً مرهف الإحساس خضّه المنفى، وقضّ مضجعه، فكتب ما كتب، لا ليفضح الفكر الغربي الذي أنتج الاستشراق أو يبجّله لفتوحاته، وإنما ليبلسم ما أصابه من جروح، جرّاء اقتلاعه من جذوره، ونفيه من أرض فلسطين.