العدد (684) - اصدار (11-2015)

رسائل قاضي إشبيلية... حيرة السؤال بين العدل والقانون سليمان الشطي

لا يمكن أن يغيب عن الضمائر الحية ذلك الموقف المتميز بين غاندي والقاضي الإنجليزي عندما مَثُل أمامه غاندي متهماً بالتحريض. وقف غاندي في القفص ليقول كلمة حفظتها الأجيال التالية: «.. أنا أقف هنا لأتقبل، ليس أخف عقوبة تفرضونها، بل أقساها؛ إنني لا أطلب الرحمة، ولا أتوسل لتخفيف العقاب عني، إنني هنا أرحِّب وأتقبل راضياً أقسى عقوبة يمكن معاقبتي بها على ما يعدّه القانون جريمة مقصودة، وما يبدو لي أنه أسمى ما يجب على المواطن أداؤه».

خصخصة الحروب ومستقبلها نزار العاني

لا أذكر أنني قرأت كتاباً في التاريخ، حتى لوكان حول تاريخ الفن أو تاريخ الحب، إلا وكان الصراع والدم والموت والقسوة هي السّمَة الدامغة لتاريخ يبدو عنيفاً وعبثياً ومشيناً، والذي يشقيني أن الفارق بين مجرم الحرب والبطل ضئيل للغاية في مسار التاريخ الطويل، وهو فارق يتحدد وفقاً لوجهة نظر، وموقف مسبق، وتأويل ملتبس (على سبيل المثال لا الحصر: في الفن فان جوخ، وفي الحب ديك الجن).