العدد (684) - اصدار (11-2015)
يقال إن لكل المدن أسواراً تحميها، إلا عنابة؛ فهي المدينة ذات الأسوار الواطئة، تفتح أبوابها على مصاريعها مع كل صباح جديد لكل من يقصدها، طالباً الحماية، أو باحثاً عن حياة كريمة، أو قاصداً طلب العلم، أو ناوياً مراكمة ثرواته، أو مهاجراً خلف إطفاء رغبة عابرة. فالمدينة لا تبخل بالعطاء على قدر طاقتها لكل من يمم وجهه شطرها. ظلت أبواب المدينة غير موصدة في وجه من يطرقها، مهما كان اللون أو النسب أو الانتماء، لا تبالي حتى بمن تنكّر لها ذات زمن، ﻷنها المدينة المترفعة والمتجاوزة عن تلك التفاصيل الصغيرة، فتاريخها الغني الضارب في الأعماق، وجغرافيتها المتنوعة من حيث الطبيعة والأمكنة جعلاها تتسم بالانفتاح والتفتح؛ فهي المدينة المفتوحة على كل اتجاهات الجغرافيا، المتفتحة على كل تيارات الرأي والمنفتحة على كل المشارب الثقافية.
يشهد البر الغربي من الأقصر الآن واحدة من أحدث التقنيات التي تصنع وجوداً وهمياً لعالم آثار مات منذ 70 عاماً، يتم فيها المزج بين الإيحاء والملموس، وتعرض التجربة المثيرة داخل مكتب «كارتر» مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون تحت اسم «برنامج الشبح»، يظهر فيها شبح كارتر ليحكي أمام الزائرين حكايته مع الملك الذهبي وتفاصيل ليلة اكتشاف المقبرة مساء التاسع من نوفمبر سنة 1922.