العدد (684) - اصدار (11-2015)
قوم ثمود، عرب أقحاح من العرب البائدة، ويُرجع معظم المؤرخين والإخباريين العرب نسبهم إلى ثمود بن جائر بن إرَم بن سام بن نوح . وكانوا من ذوي قربى قوم عاد، في النسب والسُّكنى، فهم من العرب البائدة الذين نزحوا إلى شمالي غرب الجزيرة العربية واستوطنوا هناك، بالقرب من تبوك حالياً، واتخذوا «الحِجْر» عاصمة لهم.
تُعتبر سمة «المركزية» خلفية أو قاعدة من القواعد الثابتة أو المركوزة، الثاوية في تلافيف بنية وجوهر وعُمق ثقافة الغرب وسيكولوجيته! ودليل ذلك واضح تماماً للقارئ وللمتابع العادي، بل والناقد المدقّق المتابع المتفحّص، فمثلاً إذا تغيّرتْ أو تزحزحتْ ـــ داخل تركيبة البنية المذكورة ـــ مواقع الأيديولوجيا أو مفاهيم الاقتصاد أو مقتضيــات السياسة، أو غير ذلك من المجالات والمفاهيم، فإن هذا البعد ــ تمركز الغرب ــ يظل على الدوام قاراً ثابتاً، لا يُسمح له مطلقاً بأي هامش من الحركة أو الحلحلة، مهما بلغت وطأة المتغيرات المرافقة لصيــرورة حركة الواقع وللمنجز الإنساني والحضاري!
تمثل سيرة حياة بدر خالد البدر (1912 - 2015) نبعاً لا ينضب من الحكايات الثرية والمثيرة. فحياته التي أضاءت لأكثر من قرن عَبَرَت به من زمن إلى زمن، ومن مهنة إلى مهنة، فكان جبرتي الأحداث وهو يعيد روايتها، كشاهد عليها، أو مشارك فيها، أو متأثر بها.
الأكثر جاذبية في جهودِ المعماري ومخطَّطِ المدن الفلسطيني د. سابا شبر (1923 - 1968)، وفي تصوراته لطبيعةِ المعمار العربي، هو ملاحظته مبكراً لأخطاء تخطيط المدن العربية ومحو الملامح الشخصية لهذه المدن، بحيث بدأت تتحول منذ منتصف القرن العشرين وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين إلى غابات من الأنماط المتنافرة تفتقر إلى روح المكان والزمان. ثم تأتي بعد ذلك أعماله التي طبعت بطوابعها عدداً من المدن العربية، بما في ذلك مدينة الكويت في ستينيات القرن الماضي، وساهمت في تصحيح مسارات التخطيط والبناء، ووضعت أسساً نظرية وتطبيقية جمعها قبل وفاته بزمن قصير في مجلد ضخم صدر باللغة الإنجليزية عام 1968.