العدد (685) - اصدار (12-2015)

طاهر أبو فاشا... راهب الليل ونديم العصر فاروق شوشة

شغلته كتاباته للإذاعة، على مدار أكثر من نصف قرن، عن الاهتمام بإبداعه الشعري، وأنسته الشهرة الواسعة وذيوع الصيت لدى ملايين المستمعين الذين تابعوا صياغته الدرامية الإذاعية لـ «ألف ليلة وليلة» طوال عشرين عاماً متصلة، ثم لـ «ألف يوم ويوم» من بعدها، ثم لأوبريت شهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية التي شدت بأغانيها أم كلثوم مترنمة بشعره، وغيرها من مئات البرامج التمثيلية والغنائية، التي حققت لاسمه دوراناً ودويّاً في عديد الأقطار العربية، وبخاصة دولة الكويت، التي كتب لإذاعتها مسلسله الشهير «ألف يوم ويوم»، أنساه هذا كلُّه ما خُلق له، وهو أن يكون شاعراً.

نحو خيارات لـ«العربية» في مجالات الحوار الثقافي العالمي وجيه فانوس

تشكّل «اللغة»، بحد ذاتها، أحد أبرز العناصر المستخدمة في مجالات الحوار الثقافي، ولابد لنجاح هذا الاستخدام من أن تكون اللغات المعتمدة في هذا الحوار، قابلة للفهم والتعبير من قِبل المتحاورين، ذلك بما يعنيه مصطلحا «الفهم» و«التعبير» من أبعاد وقدرات وقابليات. ولعل من أبرز هذه الأمور أن تكون «اللغة» مطواعة لمتطلبات الحوار الثقافي، قابلة للتناغم مع احتياجاته وقادرة على التواصل مع ناسه والتوصيل في ما بينهم. وهذا جميعه قد يتطلّب من «اللغة» قابلية على استيعاب لكثير من أمور قد لا تكون من تراثها، أو خارجة عن النطاق التقليدي لمجالات استخدامها، وهنا تواجه «العربية» عدداً من القضايا التي قد تقف في طريق نجاحها الكلي في أن تكون لغة حوار ثقافي مثالية.

هل تأثر دانتي بـ «رسالة الغفران» للمعري؟ جهاد فاضل

يعود للمستعرب الإسباني الكبير ميغيل أسين بلاثيوس فضل الإشارة لأول مرة في الدراسات المعاصرة إلى أن «الكوميديا الإلهية» لدانتي قد استندت إلى التصورات الإسلامية الصرفة لمسألة المعاد والمعراج الإسلاميين، فهو يرى ضمن عنايته الخاصة بالبحث عن الأصول، وولعه بتتبّع التأثيرات والمؤثرات، أن الكوميديا الإلهية لدانتي لا ترجع إلى محاكاته أو تعامله مع أفكار أو معتقدات أو أساطير ثقافته الأصلية، ولا إلى مجرد قدحه لزناد خياله الخلاق، بل إلى تقليده لنماذج إسلامية صرفة للمعراج والمعاد، وأخذه منها. وقد استدلّ أسين بلاثيوس على ذلك بأدلة نصية كثيرة، تؤول في مجملها إلى وقوفه على عدد كبير من الأشباه والنظائر بين ما تغنّى به دانتي في ملهاته وما تبلور في الثقافة الإسلامية من معتقدات وأساطير في هذا الموضوع.

الإبداع والحرية د. جابر عصفور

لا يمكن وجود إبداع من دون حرية. وكما أن الحرية لازمة للعلوم الإنسانية وللفكر الإنسانى بوجه عام، فلا سبيل ولا مستقبل للعلوم الإنسانية دون حرية أصيلة، تعين صاحب كل بحث على أن يضع معطيات بحثه موضع المساءلة، فلا مستقبل لفكر ولا علوم إنسانية ولا إبداع بوجه خاص إلا بالحرية. والحق أن الإبداع هو فعل من أفعال الحرية وممارستها بامتياز، ولذلك فهو مسئولية متعددة الأبعاد. ولقد سبق لى تأكيد ذلك، ولا أزال أؤكده وأكرر الإلحاح عليه لأننا نعيش في زمن وعالم تتكاتف فيه ضد حرية الإبداع عوائق كثيرة وقيود متكاثرة، يتمسح بعضها بالسياسة، وبعضها الآخر بالأعراف والتقاليد الاجتماعية، وبعضها الثالث يتمسح بالدين.

ساجدة الموسوي شاعرة الشتات العراقي فاروق شوشة

لم تتوهج أرض عربية، في العصر الحديث، بشعر المرأة كما توهجت أرض العراق. ومنذ تفجر نهر الشعر العراقي بشعر شاعرة العرب الكبرى في القرن العشرين نازك الملائكة ولشعر المرأة في العراق حضوره وسطوعه وتنويعاته. وفي هذا المسار الشعرى الثري، كان شعر نازك غوصًا في أعماق النفس الإنسانية، وسبْرًا لخفايا الوجدان، ونفاذًا إلى قرارة الموجة البعيدة، واستكشافًا لمدارات البوح والإفضاء. ثم كان شعر لميعة عباس عمارة ضربًا على أوتار الدلّ الأنثوى، وتجسيدًا لجموح العراقية العاشقة، وفتنتها للقلوب المنسحقة قلبًا بعد آخر، وفي المقدمة منها قلب «السياب».